الموضوع: اضغاث احلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-20, 08:42 PM   #1
احلام عابره

الصورة الرمزية احلام عابره
تاج النساء

آخر زيارة »  اليوم (02:21 AM)
افرد اوراقي واشوفك تسكن بيوت القصيد


:
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي اضغاث احلام



أضغاث أحلام����

كنَّا صغاراً،،، و نرى الحياة بصورة مزهرة،،،
نبتسم للعاصفير المحلقة في كلِّ مكان،،،
نلوح للطائرات التي تمر من فوق رؤوسنا،،،
نستمتع بسماع تغاريد البلابل على النافذة
ذات صباح مشرق،،،
نرى الغيوم بهيآت مختلفة،
أرانب،
وروداً و غيرها،،،
ننجذب لتلك الفراشات التي ترفرف بهدوء فوق حقول الياسمين،،،
نحب المنازل الفخمة و السيارات المبهرة،،،
تخدعنا المناظر فنتمنى أن نكبر بسرعة لنجني مثلها،،،
ولا نعلم بأنَّا نجني على أنفسنا بتلك الأمنية،،
، إلى أن نكبر فعلياً و تكبر الحقائق في أعيننا،،، فنرى الحياة من زاوية أخرى،،، زاوية أبشع،،،
زاوية لعينة،،، تختفي تلك الإبتسامات العفوية،،
، و تضمحل تلك الرسومات التي كنّا نشاهدها في السماء،،، نذهب إلى أعمالنا الخاصة و كأننا منقادون نحو الجحيم،،
، يطول إنتظار الحافلة المتأخرة لتقلنا إلى العمل تحت الأمطار،،، المتسولون في كل مكان يملأ غبار الشتات و الضياع وجوههم،،،
ترتجف أجسادهم من البرد،،، ملابس ممزقة و فضفاضة،،، إمرأة تجلس على حافة الرصيف تمد يد المساعدة فتعود خائبة،،، رجل ستيني كفيف و يطرق بعصاه الأرض محاولاً الوصول إلى الطرف الآخر دون ابن يساعده،،، كسفينة تعرضت إلى امواج في رحلتها نحو الجهة الأخرى من العالم،،، وطفل مشرَّد ذا شعر أسود و عينان زرقاوتان و حاف القدمين يبيع أزهاراً بيضاء كقلبه الذي ينفطر في كلِّ مرة يهان بها و كأنه هو أوصل نفسه إلى هذا الحال،،، و موسيقى الشارع هي صراخ سائق عالق في الإزدحام،،،مع ضجيج العربات المفرط،،، مثير للإزعاج،،،
ابتسامات زائفة نلتقي بها،،، أقنعة ملونة تعلو ملامحهم الشاحبة،،، الإبتسام لمدير العمل للحصول على ترقية،،، الإنجبار على معاملته بودٍّ رغم الإساءة التي يقدمها لنا عند التأخر،،،، أجواء الضحك و الفرجة بين الزملاء مختلقة،،، فبداخل كلٍّ منا فجوة لشعورنا بأنه قد تم خيانتنا من قبل هذا الكون،،، أحلامنا لم تحقق،،، آمال لم ننلها،،، مستقبل سوداوي،،، ثقوبنا يملؤها اليأس و الإحباط بعدما كانت السعادة بحجم المجرَّة تتغلل في أوساطنا،،،، تشيخ ملامحنا رويداً رويداً جرَّاء هذا النمط المعيشي،،، نلجأ لتلك الأماكن التي تجتمع بها أطيافنا،،، حيث لهونا و لعبنا،،، فتصبح تلك الساحات شاشة عرض لذكرياتنا،،، روعة أصوات القهقهات الصاخبة كقرع الطبول،،، صفاء احلامنا و رقة شجاراتنا،،، نظراتنا التي يتدفق منها الحب و قلوبنا النقية،،، تنهيداتنا التي كانت سبباً كافياً لتلبية رغباتنا،،،
لندننك أنَّ الذي ظنناه في الماضي ما هو إلَّا أضغاث أحلام لا أكثر فنتمنى العودة صغاراً و ننام في أحضان وساداتنا التي أخبرناها عن مستقبلنا المزهر


احلام عابره