عرض مشاركة واحدة
قديم 03-19-20, 05:41 AM   #305
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (08:10 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



كُل الآلام ليست إلا أشياءً صغيرةً تُشبه البالونات!.
ستتضخّم ثُم تنفجر وتتلاشى في نهاية الحِكاية،
وهذا ماكان يقوله شقيقي الأكبر كُلما رأى غيّمة
سوداء فوق رأسي كما أسمّها، كان يقصد أفكاري.
وأنا في السابعة كُنت لا أُجيد رسم حرف اللام،
قال لي وهو يرفع عصاه مُنعقف الرأس :
أُنظري هكذا حرف اللام،
كُل ماعليكِ فعله هو قلبُ هذا العصا.
مرةً سقط قدرُ الماء المغلي قُربي مما تسبّب بحرقٍ واضح
على فخذي ليهرع هو نحوي واضع معجون أسنانٍ فوقه مُردد :
لا عليكِ، أظنّ الندوب جيّدة وإن كانت سيئة، المرء الذي لا
يملك ندوبًا لا يملك ذكريات، ستتذكرين هذا الحرق
ثُم تضحكين حين تكبرين، أعدُك.
في ظهيرةٍ لاسعة عُدت مرةً من المدرسة،
أخبرتُه أن مثانتي مُمتلئة وأرغب في شُرب الماء لتُصبح فارغة،
لم يفعل شيئًا هو غير الضحك حتّى بزغت عروق عُنقه،
ولم أفعل أنا شيئًا سوى الإستغراب،
ثُم قال وهو يسترجع نفسه :
حمقاء، مثانتك مُمتلئة والماء سيُفجرها،
كُل ماعليك فعله هو إفراغها بالذهاب إلى دورة المياه،
ثُم عاد للضحك وهو يُردد : حمقاء يا أُمي حمقاء.
ذهب شقيقي ليترك لي شيئًا يُشبه البالون في صدري،
لكنه يختلف عنه في شيء!.
إنهُ لا ينفجر ولا يتلاشى،
هل تعلم ماذا تبقى لي منه بعد موته؟.
مثانة أخشى امتلاءها هربًا من الذكريات.
نُدبة في فخذي تُبكيني لا تُضحكني كُلما رأيتها،
وإحساسُ يُشبه العصى في قلبي يضربني
كُلما هممتُ برسم حرف اللام.