الموضوع: وإنّ يوماً !
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-20, 01:10 AM   #1
آكل ُ المرار

الصورة الرمزية آكل ُ المرار

آخر زيارة »  09-26-23 (11:28 AM)

 الأوسمة و جوائز

Pix320 وإنّ يوماً !





ظّنَ أهل الأرض يوماً
أن القمر لهم حين اعتلوا سطحه
وأن السماء تزينت بنجومها إبتهاجا بما وصلوا إليه
ولقد أومأ لهم كل تطورٍ بأنهم عل كل شي قدير
وكل قوة جربوها على أجساد البسطاء
رصيفاً للأغنياء !
ولقد أسمع أن صراخاُ لم يأبه به أحد
وثمة أشلاءٍ تناثرت على كل بلد
وقطرة دم أصبحت في كأس المجرم مدد

ومضى من الزمن
حتى بكى القمر
وارتحل المطر على ركاب الغيم
وتوحش الحجر !

القاذفات والقهر
السلطة والقوة
والتحكم بالبشر
اللاجئون والغرقى
والجيران بطر
الهيكل والجوعى
وعلى الآذان وتر
فما ابتسم الصباح
ولا اخضّر الشجر !


ومضى من السنين
فتغيرت السنين
حتى اكفهّرت بقايا الصادقين
وتعملق على ظهر الأرض التافهين
وتكاثرت شظايا الكلمات
فأصبحنا من التائهين
فإذا صباح الملحدين
وما كانوا من المتيقنين
وتلّون المتلونين
ومن دخل دار أبي سفيان
فإنه من الهالكين

ومضى من الأيام
حتى تكاثرت الألام
ومؤلم حين نطلق الكلمات
والكل مات

إلا أن وميض حياة قد بدى
وموعظة قد تجلّت في العلا

في لحظة يأس يثبت الله الذين آمنوا
وعلى سبيل الوصف للعقل المحدود بعد أن خرج من العدم

ماالكرسي عند عرش الرحمن
إلا كحلقة حديد ملقاة
ولقد نقرأ أن مجرة تحتوي على ملايين الكواكب
وأن درب التبانة يحتوي علا ملايين المجرات
وان سمائنا تحتوي على بلايين المجرات
ولا أرى إلا كمن وضع طرف سطح إصبعه المبلل في كيس من السكر
فخرج بما حصل عليه !
وان كل هذا على الكرسي
كحديدة أخرى ملقاة على فلاة

وما ربك بغافل
فلا مَلِكاً سيواجه دباباتك
ولا ريحا تبارز منظومتك الصاروخية

ولا صاعقة ً ستبدد طغيانكم
ولا سيلاً سيجرف قصوركم وزينتكم

ولا شهاباً سيخترق دوائركم الضيقة
ولا زلزالاً سيُّغيُر حدود ظلمكم

ولا أصغر ذرة تقف أمام قنابلكم الذرية
سموّها بيولجية وثالثةٍ عالمية
ومعارك أسطورية وحروباُ كونية

فأصغر مخلوقات الله حجماً
في غمضة عين يشل العالم
وكان الأرض تنتظر نفخة إسرافيل بأمر ربه


أغلقنا الحدود عن اللاجئين
فأغلقناها بيننا
فلا طائرات ولا سفن
ولا مرافىء تنتظر !

طغت الصين
حتى أتاها اليقين
وتم توزيع المصاحف على الآيغور
رغماً عن بكين

تكاثرت الهياكل
فكدسّنا المآكل رعباُ خشية الجوع
حتى نشعر !

جاهرنا كابرنا
والفيروس رغماُ عنّا منعنا

تكبرّت الجيوش
وتخاذلت عن كل ميؤوس
والان تواجه لوحدها الفيروس !

ألهتنا الكرة عن جروح الأرض
فتوقفت الكرة وتوحد الجرح

تركنا المرضى على شفا العناء
وتاجرنا بالداء
وما وجدنا الدواء

حاربنا ستر المرأة
فنطقت فرنسا بأن المسلمة هناك
لديها نقاباُ أفضل دفاعاً من الكمامة
ومُحَرّمٌ عليها أن تلمس رجل اجنبي

ولقد تبكي دواخلنا كثيراُ
ونتعارف بالحزن بيننا
حين تغلق مساجد الله
حتى نعرف قيمتها ونرجع إليها !

والله غنيٌ عنا وعن عبادتنا
ولنتذكر
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

وإن لأسمع
أن معقمات لا زالت على أجسادنا و أطرافنا
فمتى تتعقم صدورنا !

( وما هي إلا ذكرى للبشر )
لكل البشر بلا فوارق
(وإنّ يوماً عند ربك )


الآن والدنيا الدنيّة كلها ثكلى ببابك
ودوائنا قد ضاع منا سوف نقرأ في كتابك
وإذا الجموع تباعدت كان التوحد في دعائك
وأسابقُ الريح التي رفعت دعائي في ندائك
هذا لجام مشاعري ولقد ركنت إلى ملاذك
لا شيء نحن بهذه الدنيا سوى أدنى عبادك
ولقد أتوهُ مع الظلام فما أنار سوى ضيائك
والنبض يطرق تحت عرشك يستّرِقُ إلى رضاءك

الوليد
آكٍل ُ المٍراَرْ
1441/7/22