بالعودة إلى الموضوع..
المروءة موجودة، ولم أشعر كثيرا بفقدان هذه الميزة أو الصفة رغم وجودها، وقد يعود هذا إلى طبيعة المجتمعات، فبرأيي كلما زادت المدنية وزادت مخالب العولمة القائمة على السرعة والمادية البحتة كلما زاد انقراض المروءة.. ولكن علينا أن لا نغفل أن المجتمعات البسيطة والتي لم تحركها تيارات الهواء المنبثقة عن المدنية ما زالت تحتفظ بجزء كبير منها..
وقد أعدد لك مناطق " وليس دول" تغلب عليها هذه السمة، وخاصة مناطق الأرياف والبوادي في عالمنا العربي قاطبة..
وقلتُ العولمة هي أحد الاسباب، ذلك لأن العولمة يتركز تأثيرها في المدن المزدحمة بالعمل أكثر من تلك المناطق المزدحمة بالحياة، فالمدن مثلا لا اعتقد أن الجار يعرف جاره، لا أعتقد أن الأم تعرف كل تفاصيل حياة ابنها أو بنتها، ولا اعتقد أن الهم الأكبر قد يكون أكثر من هم مادي، والهدف من الحياة هو التسابق لتأمين لقمة عيش لا أكثر، وهذا يجعل في أحيان كثيرة العقل منغلق نحو هذا الهدف أكثر، تتلاشى القيم والطباع الحسنى بفعل قوة ذوبان مسؤوليات الحياة.
على قناعة تامة، أن المروءة والشهامة والكرم لم يتلاشيا إلى في جزء معين في بعض مناطقنا العربية، وما زالت بعض المناطق الأخرى تحتفظ بعاداتها من الكرم رغم الحاجة، بالعدل ومجابهة الظلم حتى لو كان لفرد واحد، بالتكافل الاجتماعي بين الجار وجاره، بالمساعدة والوقوف ك عائلة واحدة داخل الحي الواحد.. وصور كثيرة لا يمكن لهذا المقام أن يتسع لذكرها.

شكرا لك على هذا الموضوع القيم..
دمت بخير