عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-20, 03:48 AM   #345
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (05:56 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



8 - Apr
4:48
الظلامُ حالك،
بردُ شديد يرتجف بالخارج،
أوراق الشجر تلوحُ لي من خلف النافِذة،
الكهرباء تتردد في منزلي،
كأنه أُم تتفقد أبناءها النائِمين.
انتقيتُ لهذه الرغبة معطفًا أسود،
وربطة عُنق،
صففتُ شعري،
هندمتُ وجهي،
وعطلتُ ساعة معصمي،
وحدي فقط بِلا زمان أو مكان،
سأمُر كأني من حُكام العالم.
سأمُر وحدي إلى الأمام فقط،
مُبتسمة،
راضية بهذا القدوم الأبدي،
وهذا المصير الرائع.
عازِمة على الخلاص.
أن تختار نهايتك،
وتختار قانون العالم التافه،
وتُقرر أن تموت بوقار،
لهو أمرُ عجيب ويدعو إلى الأصرار والعزيمة.
كان كُل شيء جاهزًا معي،
لم أنفق حيرة واحدة تمنعني من
خوض معركتي الأخيرة ضد الحياة.
مُزودة بالإنتقام من العالم ومن نفسي،
وكراهية الناس كانت كافية لأن أملأ
مخزن قراري الذي حرك دوافعي إلى
اختيارٍ صائب سيعفيني من حضور هذه
الحفلة التنكرية التي يحضرها الآخرون
بأوجه مُستعارة.
لقد سئمت العيش بهذه الطريقة الفاسدة،
لا أُريد أن أكمل حياتي كعفن يفسد على
الآخرين أرغفة حياتهم،
لقد حولني الناس إلى شبحٍ مُرعب ومُخيف،
صرت أخاف حتى من رؤيتي،
أخاف من المرايا،
من انعكاس صورتي على سطح الماء،
آه ..
كم هو بشع هذا الإحساس الفتاك،
كم هو قليل الإحترام،
وقليل الإنسانية،
وقليل الأدب،
لا يُمكنني اكمال اعترافاتي،
انتهى الأمر.
تتحلق حولي،
صور العالم المُقزز،
أصواتهم تخنقني،
تصرُخ بوجهي :
" أُغربِ من هُنا،
إخرجِ الآن حالًا،
لا يهمنا طريقك في الرحيل،
نحن لا نكترث لشأن هذا الحيوان الحقير،
هذه الحشرة المُقززة،
سنُكافح وجودك بكُل المُبيدات المُتاحة لنا."
سأخرج حالًا،
وحيدة،
برفقتي كُل هذه الهزائم البشعة،
والتي تزعجني فقط،
وتقتلني أكثر،
لماذا أكتُب رسالة ؟.
لا أحد يكترث لأمري،
لا أحد سيقرؤها غير المُحققين ورجال الأمن،
الذين سيرمونها في الأرشيف بعد أن تبرُد جثتي،
وتجف سيرتي على حبال قنوات الأخبار.
وداعًا أيتُها الحياة القذِرة،
آمل أن تستمعي بروائِحك الكريهة.
( انطلقت الرصاصة من فوهة المُسدس،
استيقظتُ مذعورة،
دفنتُ وجهي بين راحتي وانخرطتُ بالبُكاء،
وعلى أصابعي انتشرت بُقع من الدم. )