عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-20, 07:42 PM   #214
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (04:25 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



كدتُ أن أخرج من الماضي،
أقفلتُ باب ذاكرتي جيدًا،
أدرتُ ظهري وحاولت أن أمضي،
وإذا بصوتٍ يأتي من البعيد يُنادي،
استوقفت نفسي قليلًا،
ثُم أكملت طريقي وكأنني لم أسمع أحد.
خطوةً ثم خطوةً ثم خطوة.
بدأ الصوت يعتلي وبدأت خطواتي تتراجع،
نظرتُ إلى الأسفل،
أصابعي بردت وقدماي ارتجفت،
جفَّ ريقي وصدري ارتعش،
إلتفتّ وإذا بطفلٍ صغير عيناهُ مليئة بالدموع،
ثيابه مُمزقة،
ينظُر إليَّ بنظرة فارغة ومذعورة،
لم أنطق بِكلمة واحدة،
صامتة وأنفاسي تتسابق خشيةً منه.
إقتربّ مني،
وتمسك بِطرف قميصي، ثُم قال :
لا تذهبي، وإتبعي خطواتي.
شدّني إليه ثُم بدأ بالسير،
وأنا اتبعه،
اتبعهُ والخوف ينهشُ عقلي.
بات يركض،
يركض يركض يركض ويركض،
وأنا أركض بِخلفه،
الطريق طويل ومُرتفع وواسع،
لم يعُد بِداخلي رغبةٌ لشيء سِواء
أن نتوقف وأعرف ماذا يُريد مني،
وإلى أين ذاهبين !.
مضت ساعاتُ طِوال ونحنُ لا زلنا نمضي.
وقفنا أمام بابً قديم ومُهتَرِئ،
كُتب عليه وبِخطٍ دقيق :
" لا للهرب. "
فجاءةً اختفى الطفل،
بقيتُ لوحدي،
أُحادث نفسي،
تارةً أمسك بِمقبض الباب،
وتارةً اتركه.
غلبتُ أفكاري،
ودخلتُ إلى متاهة الداخل،
وجدتُ أحلامي هُناك،
وجدتُ رسائِلي المخفية عن الجميع،
وجدتُ شهادتي التي مزقتها قهرًا من العطالة،
وجدتُ صديقاتي الذين تخلوا عني من غير أسباب،
وجدتُ المُنافق والخائِن والكاذب والغدّار،
جميعهم يحملون كِتابًا كان عنوانه :
" واجه نفسك، لا تهرب. "
وقِعت على قدمي،
بدأتُ بالإنهيار،
صرخت بِصوتٍ عالٍ،
ثُم نهضت،
نفَضت قميصي من الإستسلام،
أخذتُ عهدًا على نفسي بالمُقاومة،
وأكتسيتُ القوة والصبر والإنتصار.

..

مُقتبس من مُدونتي.