عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-20, 09:20 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:19 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي دراكولا اسمه الفيروس..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من مقال دراكولا اسمه الفيروس..

و المذهل فى أمر الفيروس .. أنه يتكون دائما من هاتين المادتين ، أحيانا من الواحدة دون الآخرى .. و أحيانا منهما معا .

أحيانا فى صورة بلورات نقية .. و أحيانا فى تكوين هندسى بلورى له زوائد مثل إيريال التلفزيون .. و أحيانا تكون البلورات محاطة بكيس فى كل الحالات مجرد مادة كيميائية ميتة ليس لها جسم خلوى و لا تكوين حى .. إنها دراكولا الميت فى تابوته .

و لكن ما يكاد هذا الدراكولا الميت يلمس بزوائده و أنيابه خلية حية حتى يتحول إلى شيطان رهيب .

و أول ما يفعله دراكولا الرهيب فى لحظة ملامسته للخلية لأن يحقن مادة DNA و هى مادة جسمه فى داخل الخلية الحية ، و بهذا يدخل فى قلب الخلية تاركا زوائده و غلافه فى الخارج .

و ما يكاد يدخل الخلية حتى يلتبس الأمر عليها ..

إنها تواجه لأول مرة شفرة كيميائية جديدة ، شفرة آمرة .. معها تعليمات كيميائية مختلفة عن تعليمات كل يوم ..

و لمدى دقائق قليلة يخيل للخلية أن هذه الأوامر الكيميائية صادرة من نواتها .. فتبدأ فى تنفيذ هذه الأوامر الجديدة و تبدأ فى نسخ آلاف النسخ من الوافد الجديد و فى لحظات يتحول دراكولا إلى ألاف دراكولا .

لقد استعار جسم الخلية الحى و بدأ يسخره لخطته الجهنمية .

فعلى الخلية الآن أن تتكاثر و تتكاثر بسرعة لا وفقا لمخططها الخاص و شفرتها الطبيعية و لكن وفقا لمخططه هو و شفرته هو .. عليها أن تصنع منه مليون نسخة دراكولا .

لقد ذاق دراكولا طعم الدم .

و تحول الميت إلى حى ..

و الخلية المريضة التى تتكاثر بهذه الطريقة ما تلبث أن تنفجر و يخرج منها ألوف من وحدات الفيروس لتصاب بعدها خلية أخرى و أخرى .. و يبدأ الجسم يذوب و يهلك بينما يتحول الفيروس الغازى إلى جيش يطعن فى الظلام .

و أحيان يتسبب الاختلاف الطفيف فى الشفرة الكيميائية إلى نمو سرطانى .

فإذا تنبه الجسم فى الوقت المناسب إلى الخدعة ، فإنه يبدأ فى إفراز مواد مضادة .. و يبدأ فى إرسال تعليمات كيميائية جديدة يعيد بها التكاثر إلى خطته الطبيعية .

و أمام هذه اليقظة الفجائية لا يجد دراكولا مفرا من الهرب و العودة إلى تابوبته .. حيث يرى تحت المجهر الألكترونى فى الرشوحات و الأتربة .. مجرد بلورات كملح الطعام لا حياة فيها و لا حركة و لا تنفس و لا تكاثر و لا إحساس .

ما هو سر ذلك الميت الحى .. ؟!

و كيف تنبض الحياة فى مادة بلا حياة ..؟!

إن الأمور بدأت تختلط و لم يعد هناك ذلك الحاجز الصارم بين الحياة و اللا حياة .. و بدأنا نكتشف الحياة فى المادة الموات .. و الموت فى الحياة ..

لغز من أكبر الألغاز التى تواجه علماء البيولوجيا الآن .

لغز اسمه الفيروس ..

و أسميه أنا دراكولا

كتاب : لغز الحياة، د. مصطفى محمود رحمه الله

دمتم بعافية