عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-20, 08:26 PM   #371
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (05:56 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



صداقتي مع باب المنزل ولدت حديثًا،
في مُراهقتي كنت أعود مُتاخرة للبيت،
من النافذة هربًا من كمائِن أبي.
الباب لم يكُن حيزًا آمنًا في هذا الوقت
لما كان يطلقه من جرس إنذار عند الفتح.
أُختي كانت تروض عينا أبي المتوثبتان
وهو يحُك ذقنه بعصاته الطويلة مُحدقًا
في ساعة الحائِط.
بينما كانت تترك النافِذة مواربة كمدخل طوارئ،
النافذة المُعدة خصيصًا للضوء والهواء،
كانت ترتعب عن فكرة جسد يقذف بِداخلها كُل
يوم في وقتٍ مُتأخر من الليل كما تُقذف الجثث
المجهولة في حاويات القُمامة.
لكن اعتادت الأمر.
كنتُ أُمثل النوم على سريري ولم تكُن تنطلي على
أبي مثل هذه الخدع حين كانت تُخبره بأنني لم أُغادر
المنزل وأنني أغطُ في نومٍ عميق وأنها لم تنتبه لذلك.
كبرت وأدركت أن الباب فرد من العائلة،
وأن مقبضه هو أول الأيادي التي أُصافحها حين أعود.
الباب ليس جمادًا، هو أبن الشجرة الكبيرة المُغترب
قسرًا عن ******.
هو حارس البيت وكلب القرية اليقظ.
هو الباب الحنون الذي يتحمل صفعاتنا
عند الغضب ويدفع الهواء برئتيه جيئة وذهابًا.
يبتسم للأقارب والمعارف ويستجوب الغُرباء على عتبته.
يصدأ من الوحدة حين يهجره الأهل،
وبِصعوبة يتعرف على مفتاحه القديم.