عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-20, 03:07 PM   #1
الشيخ حكيم

الصورة الرمزية الشيخ حكيم
!حفظه الله ورعاه!

آخر زيارة »  04-17-22 (08:45 PM)
المكان »  الأردن
الهوايه »  لا شيء مهم..

 الأوسمة و جوائز

Icon3 على أبواب رمضان..



الفصول الأربعة تمر بلونٍ داكن، بها وجهي داكن، والأشجار داكنة، الغيوم شاحبة، وحتى الشجن الساكن في أصوات العصافير شاحب..
ورمضان فصل خامس، تنقشع فيه كل غيومنا الشاحبة ووحدها الأرواح من تمطر، تمطر فرحاً، تمطر ثمراً، تمطر الحاناً..

في رمضان، يكون الفراق لقاء، والأمل سماء، وضحكات الأطفال في الحواري نقاء، و "صفنة" الشيوخ على أرصفة الطريق دعاء.
في رمضان الليلُ شامخٌ والنهار يسير، تنطفئ مشاعل الشر وأرواحنا خيراً تنير، لا فرق بين إنسان " وأمير"، لا فرق في الفرق بين غني وفقير..

على مساحات الروح يُبنى الصيام، تنتقل من صراع إلى وئام، يموت كل ما فيك من زحام، قد يُصيبك ذات يوم جرحٌ، أو من الخلف سهمٌ، وفي رمضان تَبرَى كل جراح السهام.

ولا تنسى يتيماً، فتكن أنت اليتيم، وتصدق، فالمال مال الكريم، روحٌ مثخنة بالفقر تتهاوى إليها بعطفك خيرٌ لك من كنز عظيم.

إلى الذين فارقونا، سنين مضت وما زالت أمكنتهم فارغة، كل شيء يسأل عنهم في رمضان، حتى مقاعدهم على تلك الشرفة ما زالت تفتقدهم، وشجيرات الورد تأبى أن يسقيها غيرهم، تأبى الحياة بعدهم، فلندعوا لهم بالرحمة.. لعل الدعاء يخفف علينا وعليهم..

وآخرون، حملوا جرح أوطانهم ومضوا، يأكلهم الشوق لنا، أبى سجانيهم أن يجعلوهم يشاركونا رمضان أو لحظة منه على مائدة افطارنا الفقيرة بدونهم، وقد منحهم الله هذه الأرض بلا جدران ولا قيود ولا سجانين فظنوا أنهم أكبر.. أنهم أقوى، هؤلاء مكانهم هنا بين الأضلع، مع كل خفقة قلب لهم أثر، لهم مساحة بحجم قلب.

على أبواب رمضان، نطلب مغفرة ورحمة من رب رحيم كريم، وهداية لكل من يشتهي حياة جديدة لا اثمٌ فيها ولا ذنب عظيم...
ف يا ربُّ آمين..



حكيم...


 

التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ حكيم ; 04-19-20 الساعة 03:29 PM