الموضوع: أدب المجاملة !!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-20, 01:16 PM   #1
عمـر

الصورة الرمزية عمـر

آخر زيارة »  05-04-24 (09:59 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي أدب المجاملة !!!





إن الاحترام واللباقة من أساسيات الحياة الاجتماعية، وللمجاملةِ الخاليةِ من المحاذير آدابها؛ حيث إنها في كثير من الأحيان سبيلٌ لكسب القلوب والوصول إلى المراد، وتعزيز أواصر الصداقة والأخوة في المجتمع.



في الإنسان حاجات عاطفية بحاجة؛ لأن تُشبع، فإذا لم يشعر بالاحترام والتوقير، قد يتراجع عن قرارات اتخذها حيالَ أمر ما، فمهما كانت له احتياجات فطرية، فإن للنفس غلبتها وسطوتها على التصرفات والمواقف والرؤى، وقد أعجبتني هذه المقولة: الإنسان بأخلاقه وصفاته وتعامله مع الآخرين، يفرض على من يقابله أن يحترمه ويوقِّره، فعلينا التحلي بأعظم الصفات ونقابل الإساءة بالإحسان، وأن نسامح من أخطأ ولا نُهينه.



أن تشكر إنسانًا، ربما سيكون صعبًا عليك؛ لأنه يُلزمك المبادرة وعدم توقُّع الرد من الطرف الآخر، غير أن اعتماده يدل على التغلب على الأنانية والأنَفَة الزائدة، فلا ضير من إرسال كلمات شكر هي في محلها، وتُجاه الشخص المناسب، وذلك خلق قويم، من اكتسبه حصَّل أدبًا نادرًا، تناول معي بالقراءة هذه الأبيات الرائعة:

كن ابْنَ مَن شِئتَ واكتسِب أدبًا
يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
فليس يغني الحسيبَ نِسبتُه
بلا لسانٍ له ولا أدبِ
إن الفتى من يقول ها أنا ذا
ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي


التكافل والتعاون في المجتمع ضرورة قصوى، فتقديم التنازل يكون مناسبًا؛ إبعادًا لمشاعر الريبة والتوجس والشك، لهذا نلحظ من لديه أصدقاء كُثر، يتميز بطيبة القلب، ويتغاضى عن تفاصيل لا يُحبِّذها رفيق له حاد الطباع، فالناس يُقبلون على الواضح والشفاف والمُنفتح القلب، وإليكم هذه المقولة في هذا السياق: القلوب البيضاء لا تعرفُ الظَنَّ السيئ، ولا تعرف الخِيانة، ولا تذيق سِواها مرارة الغدر، تبدأ بنقاءٍ، وتنتهي بوفاء.



إن أدب المجاملة فنٌّ يُكتسب، وقد لا يكون لدينا بالفطرة، بل ينمَّى ويفعَّل بالتواصل مع الأشخاص، بالمخالطة والمعاملة والسفر المشترك، هو خبرات تتراكم، وذكاء يُحَصَّل مع مرور الزمن، كالحكمة الصافية المستخلصة بعناية تامة.