أُنظري إلي يا أمي ،
كيف أسقط في الكتابة
لا أريد التوّحد حتى العمق،
أريد أن أشعر بِ الدفء يملأ قلبي
تصوّري يا أمي ..
كلما إنغمست بِ التعب
يقودني بِ إتجاهك..
أتهالك بشهية لما وراء ذكرياتنا.
أحترق بميثاق رئتي
وأفيض بزوايا حادة مؤلمة..
عذراً يا أمي لم أعد أثق بِ أحد
حتى أنت ..
ألم تطمسي رسائلك لي..كلماتك
اتصالاتك وسؤالك عني
بدأت أخسر خلاياي
بضجيج صخرتين قاسية
في أقصى تآكلها
التي تصر على أتباع
شعاع طيفك
لم أعد أستطيع أخفاء
ضعفي وشوقي
لهمساتك الحانية..وَ..لتأنيك.
أبسطي يدك ..
لِ أبلّلها بدمعاتي السوداء
لتنهار القوانين بيننا،
ربّتي على رأسي ،
وأستلّي نحيبي المليء بِ الخوف
والْجِمي فظاعة الأشياء المعوجّة حولي
إرحميني من تدثري بفقدك
وعاصفة ذكرياتك النازحة
التي أودعتني للشحوب
لاشك أنني وحيد منكسر
ولا شيء يتصعد بِ اللّحظات
إلا أنت وعجاج متوالد
لِ صرخة فقدك.
لا أريد أن أصل متأخراً
بدقة الحسبة وشفافية التوهج
وقداسة المدى وروحانية الفصل
أُدير رأسي صوبك وأمتلئ نور وحنين
وزرقة هادئة...
أعلم أن روحك حولي وأنتِ بعيده تعانين
لذلك أكون متماسكاً في صخب الانهيار..
وأتوارى كَ الشظايا تحت الملايات
وأنزفني ضياع..
ضياع متضخّم بك
سامحيني لأنني..
خذلتك ولم أكن خيّالاً
وتحولت لِ طائرة ورقية
تلعب بها رياح الحزن والفقد.
سامحيني لأنني..
لم أستطيع الوقوف
بعد أن سرقت الغربة
عنفوان المشهد وأتكائي عليك دائماً.
سامحيني يا أمي..
لأنني لازلت أحترق بك..وَ..لك...
أمي أرجوك علميني
كيف أبث حزني لِ الأشياء الصامتة ..؟
وكيف أبكيك وأدمعي جافّة ..؟