تختلف العاطفة من شخص لآخر، فكل شخص يتصرف وفق ما يملي عليه عقله وضميره وعاطفته، ولكن يستطيع الشخص التحكم بهذه العواطف إذا ما لجأ إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالله عز وجل يقول:
1. (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ غڑ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَظ°كِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا غڑ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىظ° يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ غڑ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ غڑ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [البقرة: 235].
2. (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ غ– قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ غ— وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَظ°كِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىظ° غ— وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا غڑ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [البقرة: 189].
وتفسير الآيات أعلاه حسب تفسير أهل العلم أنه على المسلم أن يعرض خطبة ما يطيب له من النساء إن أعجب في إحداهن ورغب في الإرتباط الشرعي بها، وأن يبدي ذلك بالقول ولكن لا يواعدها بتحقيق شيء حتى يأتي من الباب وعن طريق أهلها لخطبتها، وقال بعض جمهور أهل العلم بأنه يجوز التواصل بين الطرفين بغرض تحقيق غاية النكاح وللتعرف على تفكير وأسلوب كل طرف وإمكانية تحقيق التوافق والتكافؤ الفكري ولا يكن لا يتجاوز ذلك بلقاء، وفي هذا الأمر سعة والله أعلم.
وفي ما مضى كانت العادات والتقاليد تفرض عدم الإتصال بين الجنسين لأي سبب كان حتى تجاوز الأمر الشرع ولجأ بعض القبائل إلى عدم مشروعية النظرة الشرعية أو عدم كشف المرأة لوجهها حتى بعد الزواج، وهذا كله ليس من الإسلام في شيء وهو مخالف للطبيعة والغريزة البشرية والعرف الإجتماعي كذلك، ولكن في ظل ظروف هذا الزمان وكثرة الفتن وكثرة الغش يرى بعض العلماء مشروعية النظرة الشرعية والتواصل بين الطرفين لدراسة وتحليل الشخصيات وإمكانية التوافق الفكري شريطة تحقيق هدف الزواج.