06-08-20, 03:56 PM
|
#1 |
|
ذاكرةُ الزِّقاق
أديمُ الليلُ يكشِفُ عن سواده،
والقمرُ يَبقرُ قلبَ الشَّمسَ،
تنزفُ شفقاً،
لتَحُل العتمة مطوِّحَةً بالنُّورِ بعيداً،
صَمَتَ الكون،
سكتَ رغاءُ الإبل،
ابتلعَ الطيرُ تغريدِه،
و بَقَّتِ السَّماء.
و في المنازِلِ العتيقة ذكرىً توقَظ،
جوٌ ماطر و نافذة
و مقاعدٌ فارغة،
مُجعًّدة،
رسمت بها سنينُ الحنينِ عُمرُها،
و انبرَت لِذِكراها:
ضَحكاتٌ تشدو،
و نَشيدٌ صاخِب،
فرحٌ و تَرَح،
و حكايا بقيَت عالِقَةً في ثنايا المبنى،
في أثاثُه المُغبَر،
و أكوابِ القهوة،
في ذاكرةِ الجدران . . و المقاعد.
ظَلِعَت المدينةُ بأهلِها،
أصابَهُم منها الضُرُّ،
وخزَتهُم ألغامها،
فـ نأوا بأنفسهم عنها،
وبقيت الذكريات تخلَّدُها ذاكرةُ الزِقاق والمنازل.
|
| |