أهلا بك..
قد تكون هذه ضريبة الغربة الطويلة، حيث أنك قضيت مرحلة عمرية طويلة في الغربة، فانقضت مرحلة كاملة منه وبدأتَ مرحلة أخرى..
أخي الكريم الاصدقاء والمعارف عند انقطاعهم عن بعضهم سنوات طويلة في نفس البلد لقاؤهم على الأغلب بعد هذه السنوات قد يكون فاتراً جداً، فالانسان ( الصديق) تختلف اهتماماته وأفكاره خصوصا إذا كان هناك زواج وأطفال وما إلى ذلك.. فلا تتوقع حتى إن قابلت أصدقاؤك القدامى أنهم سيعانقونك بشدة وأنهم سيظهرون لك شوقاً وروحاً كما كنتم قبل 30 أو حتى 20 عاماً.
في المدرسة تمتلك 20 صديقاً، ومرحلة الجامعة يتبقى صديق أو صديقين من مرحلة المدرسة، وفي المرحلة العملية من حياتنا قد يتبقى صديق أو اثنين من مرحلة الطفولة ومرحلة الجامعة.. وبعد سنوات تنتهي هذه الصداقات أو عالاقل تصبح أخف حدة مع ظروف الحياة.
هناك أناس أوفياء لماضيهم وانت منهم، ولعل الغربة أحد أسباب هذا الوفاء كونك بينك وبين نفسك لا ترغب بقطع الصلة بين الماضي والحاضر، ولكن وبصراحة الخيط رفيع بينهما وصعب الحفاظ عليه بشكله الملموس، وسيبقى هذا التواصل بينك وبين نفسك فقط...
ابقى في آخر مكان عشته ( مدينتك الشمالية) قبل عودتك لبلدك ( الجديدة)، وحافظ على ما بين يديك الآن من معارف واصدقاء، وعش لحظات طفولتك القديمة وشبابك القديم وذكرياتك فقط بينك وبين نفسك، ولا تبحث عن أحد قد تنصدم أنه ليس كما عرفته وقد لا يتذكرك حتى.. حتى أنه وقت اللقاء ابتسامته الفاترة المستغربة قد تصيبك في مقتل..

موفق بإذن الله..