عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-20, 01:07 AM   #52
ممثل قانوني

الصورة الرمزية ممثل قانوني

آخر زيارة »  10-25-22 (12:04 PM)
المكان »  الأصل بشرورة، والمنشأ بالرياض، والإستقرار بجده، والهوى بحائل
الهوايه »  قراءة القرآن الكريم

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



القصة التاسعة: جهل يسقط حق مظلوم

هذه الواقعة حدثت يوم الخميس الفائت، حيث وردني إتصال من أحد عملائي الذي يستشيرني بشكل دائم وهو من جنسية عربية ويعمل مشرفاً في أحد الفنادق، حيث قال لي أنه ورده إتصال هاتفي من شخص إدعى بأنه من أحد مراكز الشرطة بالمدن المجاورة، وأن عليه الحضور فوراً بناءً على دعوى مقدمة ضده من فتاة تدعي التحرش بها من قبله، وأنه في طريقه مسافراً لمراجعة مركز الشرطة، فقلت له عند وصولك لا تتفوه بأي كلمة حتى تقرأ التهمة الموجهة ضدك كتابياً وتطلب مهلة للرد، فلا أحد يستطيع إجبارك على الكلام وإنتزاع إعتراف منك بالإكراه، وهذا من حقك نظاماً، وإذا استطعت أن تعطيني ضابط التحقيق أو ضابط الخفر المستلم للقضية فسلمه الهاتف لأتحدث معه بالنيابة عنك أثناء حضورك لديهم، فأجاب بالإيجاب، وبعد نصف ساعة أرسل لي رسالة عبر تطبيق الواتس آب يقول لي فيها بأن الفتاة تتهمه بالتحرش وإرسال مقطع فيديو لها خادشاً للحياء، وأنه يقسم بأنه لم يراسلها ولم يتحدث معها في حياته إلا بالفندق، فقلت له أعطني ضابط التحقيق لأكلمه، فقال لي أنه خائف جداً لأن المحقق ليس ضابط بل فرد يضع شرائط على كتفه، وأنه هدده بالترحيل إذا لم يوقع على تعهد بعدم التعرض للفتاة مستقبلاً، ثم اتصلت عليه مراراً بعد قراءتي لرسالته ولكنه كان يغلق المكالمة، فأرسلت له رسائل أطمئنه بها وأعرفه بحقوقه وما عليه أن يفعل وأن يلتزم الهدوء وعدم الخوف، ثم انتظرت لمدة ربع ساعة، ثم وردني إتصال منه وأخبرني بأنه قام بوضع بصمته على التعهد بعدم التعرض للفتاة، فثار غضبي وأخذت أؤنبه وقلت له: (ألم أقل لك لا توقع على أي شيء أو تبصم أو توثق؟) انت الآن بتبصيمك على الورقة أقررت بأنك قمت بفعل شيء للفتاة يا هداك الله.. أين عقلك؟ ألم تفهم كلمة مما قلتها لك؟) فقال لي أنه كان خائفاً جداً لأن رجل الأمن هدده بتوقيفه من الخميس حتى يوم الأحد ثم سيحال للنيابة العامة وأنه سيقوم بترحيله، فقلت له بأن لا يمكن لرجل الأمن إحتجازك دون وجود أدلة، وحتى إن قامت أي جهة لها صلاحية توقيفك على ذمة التحقيق فلا يمكن أن تتجاوز 24 ساعة فقط حسب نظام الإجراءات الجزائية، أما بخصوص الترحيل فإنه لا يتم إلا إذا أدانتك المحكمة بالجرم المنسوب إليك، فهل أبرزت الفتاة مقطع الفيديو الذي تدعيه، وهل سألت رجل الأمن أين مقطع الفيديو الذي تدعي إرساله إلى هاتفها؟ وهل جاءت ببينة أو إثبات على كلامها من شهادة شهود أو قرينة بتصوير كاميرا أو بإلتقاط أي مادة تشير إلى التحرش بها من قبلك؟ فأجاب بالنفي، فقلت له: (إذاً لم الخوف؟) لقد تم الضحك عليك بإجراء تمثيلية واضحة أبطالها الفتاة ورجل الأمن، أولاً: الأفراد لا يحققون في القضايا، والشرطة جهة تنفيذية وليست جهة تحقيق ولا تستطيع إدانتك، وهي جهة تجمع الإستدلالات وتسجل الأقوال والإعترافات فقط بعد أخذ التوجيه اللازم من ضابط الخفر أو ضابط التحقيق ثم تشعر النيابة العامة وتحيل المتهم إليها، ثانياً: الإتصال الهاتفي دون التعريف بالإسم والرتبة يعتبر مخالف لإجراءات التبليغ لأنه من الممكن أن يكون المتصل منتحلاً لشخصية رجل أمن، فلا يمكن التأكد من هوية المتصل أو الجهة المدعي بها عن طريق مكالمة هاتفية، ثالثاً: ينبغي أن يكون التبليغ عن طريق نظام أبشر الإلكتروني برسالة نصية أو بنموذج إستدعاء رسمي صادر من مركز الشرطة يسلم عن طريق عمدة الحي، غير ذلك لا يعتد بأي تبليغ ويعتبر مخالف للنظام، رابعاً: ما دامت إجراءات التبليغ وإجراءات التحقيق الأولية خاطئة فإنه لا يمكن لرجل الأمن مستلم القضية إعداد تعهد كتابي على مسودة مركز الشرطة الرسمية ومن المؤكد أنه قام بتوقيع المتهم وتبصيمه على ورقة فارغة عادية، لأن رجل الأمن لو قام بتبصيم المتهم على مسودة رسمية فإنه مجبر على التوقيع عليها وستنكشف الأخطاء التي إرتكبها في الإجراءات وسيتعرض للعقوبة النظامية والمسائلة القانونية لأن التعهد الذي تم التبصيم عليه لم يذكر فيه تهمة واضحة وكان مبهماً، خامساً: لم يقم رجل الأمن بتسجيل أقوال الفتاة بشكل رسمي في محضر، فتم إستدعاء المتهم بناءً على الدعوى الشفهية للفتاة دون تسجيل أقوالها، سادساً: هناك علاقة عمالية تثبت العلاقة بين الفتاة وبينك وهذا سبب كافٍ لإثبات أن دعوى الفتاة كيدية عن طريق إحضار صورة من عقد عملها وصورة من إنهاء خدماتها.

وبعد أن قلت له ما ذكرت أعلاه، أصيب بصدمة مؤقتة منعته من الكلام، ثم أقسم لي بأنه كان خائفاً من السجن والترحيل، فقلت له: (انت من أضاع حقه بيده، لقد قلت لك أعطني رجل الأمن لكي أحدثه بالنيابة عنك وأكشف إذا ما كان تلاعباً ضده أو كانت الإجراءات سليمة، أو على الأقل لا تتكلم وأطلب توكيل وكيل لينوب عنك أو أطلب مهلة للرد على الإتهام، ولكنك الآن فتحت على نفسك باباً بتوقيعك على التعهد وأضعت حقك بنفسك، فربما تدعي الفتاة مرةً أخرى للثأر منك فيما قمت به من إجراءات فصلها من العمل؛ ولكن لا تخف لأنك تستطيع الطعن في جميع الإجراءات التي تمت، فإذا ما قامت الفتاة مرةً أخرى بأي إتهام ضدك فسوف نلقنها درساً قاسياً لن تنساه طوال حياتها، وسنقوم بإدخالها السجن في الحقين الخاص والعام بتهمة إقامة دعوى كيدية، فالنظام اختلف الآن، فسابقاً كانت الفتاة مصدقة لدى الجهات التنفيذية والقضائية، أما الآن ومع كثرة الدعاوى الكيدية ضد الرجال، ومع مساواة المرأة بالرجل فقد تساوت الحقوق فيما بينهم، وأصبح واجباً على الفتاة أن تثبت دعواها ببينة مثلها مثل الرجل، ونصحته بتقوية قلبه أمام الجهات الحكومية فأسلوب القمع والتهديد والتجاوزات من قبل بعض العاملين بالسلطة موجود وهي حالات فردية، والشخص النبيه والمطلع على حقوقه والقوي الشخصية لا يستطيع أي أحد إنتهاك كرامته والنيل منها وسيفرض على المتجاوزين هيبته براجحة عقله، وحتى الدولة لا ترضى بهكذا تجاوزات، ولكن هؤلاء استغلوا حسن نيتك) فاطمأن لذلك، وقال لي: (هذا درسٌ لي، إن وقعت في أي مشكلة بعد ذلك أو جائني استدعاء فلن أقوم بأي إجراء حتى أرجع إليك).


 

رد مع اقتباس