عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-20, 09:11 AM   #35
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:58 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي قصة مثل إياك أعني واسمعي يا جارة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة مثل إياك أعني واسمعي يا جارة

هذا مثل قديم؛
كثيراً ما نستعمله للتعبير بصورة غير مباشرة، أو بطريق المجاز والتشبيه، عمّا في أذهاننا، بحيث يفهمه السامع من دون مجابهته أو خدش مشاعره. كما يقال أحياناً ممن يخاطب شخصاً ويقصد بكلامه شخصاً آخر.

وهو من الأمور الشائعة في المجتمعات التي اعتادت مراعاة قواعد الأدب واللياقة.

أما أصل مثل «إياك أعني واسمعي يا جارة»، فيعود إلى رجل من بني فزارة؛ هو سهل بن مالك الفزاري، وكان في طريقه إلى مدينة الحيرة بالعراق للالتحاق بالملك النعمان...

مرّ بحي من أحياء بني طي، فسأل عن سيد الحي، فقالوا له إنه حارثة بن لأم. فتوجّه نحوه فلم يجده، ولكنه صادف أخته، فرحبت به وأنزلته وأعدت له ما كان من طعام وشراب.
وعندما خرجت من خبائها لاحظ ما كان لها من جمال وحسن قامة. وكانت عقيلة قومها وسيدة نسائهم، فأصابه ما أصابه من هواها. ولم يعرف كيف يفتح لها قلبه ويكاشفها بحبه، فجلس في فناء الخباء يوماً وهي تسمع صوته، وجعل ينشد ويقول:

يا أخت خير البدو والحضارة
كيف ترين في فتى فزارة؟
أصبح يهوى حرة معطارة
إياك أعني واسمعي يا جارة


بيد أن كلماته لم تقع في نفسها بما كان يرجوه الفزاري. فأنشدت من وراء الخدر، وقالت:

إني أقول يا فتى فزارة
لا أبتغي الزوج ولا الدعارة
ولا فراق أهل هذي الجارة
فارحل إلى أهلك باستخارة


فخجل الرجل من نفسه وقال:

«ما أردت منكراً... واسوأتاه».

فاستحت من تسرعها وقالت:

«صدقت». ثم ارتحل، وأتى النعمان فأكرمه، ثم عاد من حيث أتى، ومرّ على الديار نفسها. وبينما نزل عند أخيها، تطلعت إليه نفسها، فأرسلت إليه أن «اخطبني من أخي إن كانت لك حاجة بي».

فخطبها وتزوج بها، وسار بها إلى قومه، فحكى لهم حكايته وما أنشده من شعر وما ردت به عليه من شعر... فسارت كلماتهما مثلاً بين العرب؛

بدواً وحضراً.

دمتم بعافية