06-23-20, 07:29 AM
|
#1 |
| | | | | | | | | الهوايه » القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر | | | | |
ألا يكفينا أن الله يدري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولكن الله يدري!!
قال الربيع بن خثيم لأهله يومًا: اصنعوا لنا خبيصًا -أي نوع من الحلوى مخبوصة من التمر والسميد- وكان لا يكاد يشتهي عليهم شيئاً من الطعام، فصنعوا له، فأرسل إلى جارٍ له مصاب -كان به ضرب من الجنون -فجعل يلقِّمه، ولعاب الرجل يسيل! فلما فرغ الرجل وخرج قال له أهله:
تكلفنا وصنعنا ثم أطعمت هذا المجنون ! ما يدري هذا ما أكل ،
فقال الربيع: ولكن الله يدري !!.. ولكن الله يدري !!
بهذه الكلمة سبقنا القوم ..
ومن أجلها قام سوق الخبايا ... ولكن الله يدري !!
وعن يحي بن أبي كثير قال: "تعملوا النية، فإنها ابلغ من العمل".
وقيل لحمدون بن أحمد: "ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا، قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخلق". و يقول الإمام مالك :
ما كان لله بقى ويقول سفيان الثوري:
"ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي؛ إنها تتقلبُ عليّ". و سئل التستري:
"أي شيء أشد على النفس؟! قال: "الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب".
وعلى لسان الأبرار وأهل الإخلاص والعمل الصالح يقول تعالي :
﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً،إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾
أراد هؤلاء الصالحين الجزاء من الله وخافوا من يوم الحساب ، فما هي المكافأة من الخالق جل وعلا :
(فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا) ، ألا يكفينا أن الله يدري !!
اللهم ارزقنا الإخلاص في النية والقول والعمل |
| |