عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-20, 12:52 PM   #61
M.ahmad

الصورة الرمزية M.ahmad

آخر زيارة »  اليوم (04:12 PM)
المكان »  في مكانٍ ما قريبٌ من السماء
الهوايه »  لا تقيدني هوايه
حمامة السلام
مقصوصة الجناح
شفها السقام
تبكي من الجراح

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ممثل قانوني مشاهدة المشاركة
القصة العاشرة: السفر بالدراجة 100 ميل

في العام 2000م كنت أدرس بإحدى الجامعات بمدينة كامبردج البريطانية برفقة أحد أبناء صديقات خالتي التي كانت تعيش في المملكة المتحدة، وكانت خالتي تعيش بمدينة نوتنغهام والتي تبعد مسافة 100 ميل عن مدينة كامبردج، أي ما يقارب الثلاث ساعات بالسيارة، فقررنا انا وصديقي ذات يوم بأن نذهب لزيارة خالتي ونفاجئها سيراً بالدراجات الهوائية، فلم نكن نعلم بأن المسافة هي 100 ميل، حيث أنه في ذلك الوقت لم تكن الهواتف الذكية أو أجهزة الملاحة متوفرة ومتطورة مثل الآن، وكنا معتمدين على خريطة ورقية فقط.

إنتظرنا حتى جاءت العطلة الأسبوعية وجهزنا حقائب الظهر التي امتلأت بالملابس وثلاجات الشاي والقهوة العربية والمسليات الخفيفة، ثم انطلقنا بالدراجة عصراً.

كانت هناك مسارات مخصصة للدراجات داخل المدن، وكنا نتبعها شمالاً حتى نخرج من المدينة، وبعد كل برهة نتوقف قليلاً لإلقاء نظرة على الخريطة الورقية للتأكد من المسار الصحيح ومن ثم نعود لقيادة دراجاتنا، وبعد مدة من القيادة وجدنا أنفسنا قد خرجنا خارج المدينة وسلكنا الطريق السريع الذي اختفت منه خطوط مسار الدراجات، فلم نكترث لذلك وواصلنا القيادة على كتف الطريق السريع، ولكن لاحظنا أثناء القيادة على الطريق السريع بأن سالكي الطريق ينبهوننا عن طريق قرع أبواق السيارات وتنبيهنا، فاستغربنا لتلك التصرفات وتسائلت انا وصديقي لماذا يقومون بقرع أبواق السيارات بشكل متكرر؟!! ورغم ذلك واصلنا القيادة، وكانت توجد كاميرات مراقبة أمنية في جميع أرجاء شوارع الدولة، فقامت الشرطة برصدنا عبر الكاميرات، ولم نجد إلا سيارة الشرطة خلفنا تأمرنا بالتوقف جانباً.

ترجلنا من الدراجات وترجل شرطيان من مركبتهما وتوجها إلينا، وصاح أحدهم في وجوهنا: (هل انتم أغبياء؟) وكنا لا نعلم حجم المشكلة التي أوقعنا أنفسنا بها، ولم نكن مستوعبين عما إقترفناه من مخالفة، فقال الشرطي الآخر الذي بدا عليه الحلم: (لقد أبلغ عنكم سالكي الطريق وتم رصدكم عبر كاميرات المراقبة؛ هل انتم طلاب؟) فأجبنا بالإيجاب، فقال الشرطي الغاضب: (ما هي جنسياتكم؟) فأخبرناه بأننا من دولة خليجية، فقال لنا: (هل تعلمون بأنه يمكنني الآن إركابكم السيارة واقتيادكم إلى مركز الشرطة وستواجهون العقوبات حسب النظام؟) فتأسفنا لهم وأخبرناهم بأننا لم نكن نعلم بأن السير بالدراجة على الطريق السريع ممنوع، فضحك الشرطي الآخر وقال لنا: (حسناً.. إركبوا دراجاتكم وقودوا بحذر على نفس مساركم، وستصادفون أول مخرج أمامكم سيأتي فاخرجوا منه لداخل القرى والمدن واتبعوا الخريطة التي بحوزتكم، فإن قمتم بقيادة الدراجات داخل المدن والقرى فهو مسموح، ولكن انتبهوا من الخروج إلى الطريق السريع لأنه خطرٌ عليكم) فشكرناهم على تعاونهم معنا وصبرهم علينا، وفعلاً قدنا دراجاتنا وسيارة الشرطة خلفنا حتى تتأكد من خروجنا من الطريق السريع، وتوغلنا داخل القرى والمدن.

قدنا لمسافات طويلة، وأضعنا الطريق كثيراً، وكنا نسأل المارة في كل مرة ويتم توجيهنا، وتعبنا كثيراً حيث كنا نتوقف بشكل متكرر من الإرهاق والتعب والجهد، ولم نكن قد وضعنا هذه العقبات في الحسبان، وخيم الظلام علينا ونحن في الطريق، صعدنا أوديةً وأنهار، ودخلنا وخرجنا من قرى ومدن، حتى وصلنا لمنزل خالتي في صباح اليوم التالي فجراً ونحن منهكون تماماً، طلبت من صديقي الإنتظار قليلاً بعيداً عن باب المنزل ثم قرعت الباب، فإذا بزوج خالتي يفتح باب المنزل مندهشاً، ثم تبعته خالتي وهي تقول مذهولةً: (بسم الله الرحمن الرحيم.. ما الذي أتى بكم إلى هنا؟!)، وظنت بأن هناك مشكلة لأننا كنا نلهث وفي حالةٍ يرثى لها، فقلنا لها بأننا قدمنا سيراً بالدراجة الهوائية، فقامت بإدخالنا منزلها وجلسنا بالصالة بالكاد نفتح أعيننا، وتجمعوا خالتي وزوجها وصديقة بريطانية لهم، وأخبرناهم بالقصة كاملة وما حدث معنا، فأخذوا يضحكون وينعتوننا بالمجانين، وحمدوا الله بأن أعتقنا من الشرطة، وإلا كنا سندخل السجن وندفع غرامة مالية أو كفالة، فالقانون لا يحمي المغفلين، وينبغي على أي زائر لبلد أجنبي أن يعرف أنظمتها حتى لا يقع في حرج أو مشكلة مع السلطات.

مكثنا في منزل خالتي يومان، وأخذتنا برفقة زوجها في نزهة لإحدى الغابات والبحيرات ثم حملنا دراجاتنا على سطح سيارتها وعادت بنا في آخر يوم من الإجازة الأسبوعية إلى مدينة كامبدرج.
ههههههههههههه جبتم العيد في بلد يحكمه دستور مثل الألف ماتنفع فيه ( الواسطه )
ولكن ماقصر رجل الأمن سمح لكم بتكملة طريقكم من أقرب مخرج عن الطريق السريع
وإلا كنتم قبعتم خلف القضبان ودفعتم غرامه وربما يرحلوكم لبلدكم بدراجاتكم

والله لو كنت معاكم لن أبرح مكاني إلا بسياره أجره أنا ودراجتي أفضل من أني أسلك طريق مجهول أجبرت عليه إيماناً بالمقولة ( ياغريب خلك أديب ) .


 

رد مع اقتباس