الموضوع: مَسّكَافيشو 🦋
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-20, 08:22 PM   #61
مولانا

الصورة الرمزية مولانا
𝐌ỚђᾂммĚĐ

آخر زيارة »  يوم أمس (09:14 PM)
المكان »  حافة الأشياء
الهوايه »  القراءة، المشي، التأمل، البكاء «أحيانًا»

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الانبطاح في العلاقة مع الآخر وفرط تدليله وكشف كل أوراقك قصاده بدعوى الحب، بيوصّل له رسايل سلبية كتيرة وعكس مرادك طول الوقت، زي إنك ما تقدرش تستغنى عنه.. فيترجمها بإمكانية الإساءة ليك دون توقّع رد منك أو معاتبة!

وإنه بقى مصدر سعادتك الوحيد.. فيتمنّع عليك ويقرّب ويبعد دون منطق، عشان يساومك على أوقات البهجة!

وإنك بتثق فيه.. فيلعب بديله دون انتظار عقاب أو تخيّل وجود محاسبة!

وإن الحفاظ عليه في قلبك مسألة حياة أو موت، فيكفّ عن العطاء ويكتفي بالسلب فقط!

وإنك مؤمن بيه.. فيتصرف بعجرفة وياخد القرارات دون تبريرها أو مراعاة مصلحتك فيها، أو حتى وضعك في الصورة وشرح الأمور ليك.

وإنك اختزلت كل العالم فيه.. فيطاوع فيك العُزّال والكارهين والمأجورين، ويقدّم مصلحة كل الناس عليك!

وإنك عايش عشانه بس.. فينسى إنك بشر، ليك سلبياتك وإيجابياتك، ويحبسك في إطار حديد من التصورات والتوقعات الخاصة بيه هو، ولو اتصرفت عكس تخيّله، أو ارتكبت نفس الأخطاء اللي هو بيرتكبها عادي، يتجنن ويثور ويقول إنك اتغيرت، وما يغفرلكش ولا يسامحك أبدا!

وبعد شوية نزف والكتير جدا من "لا مش ممكن، هو أكيد بيحبني، بس أنا اللي فاهم غلط"، و"أكيد عنده ظروف" و"أكيد عمري ما ههون عليه"، بيتحوّل الأمر –بوضوح- لواحد بيدّي بس، والتاني بياخد بس، واحد بيراعي ويصون ويتحرّى ويحسّس على كلمة خوف الزلل، والتاني قطر مندفع نحو رغباته بلا محطة وصول، واحد بيُقيم بساتين للبهجة والتحقق، والتاني بيقطف كل الزهور ويصطاد كل الفراشات ويضرب كل للمبات النيون بالنبلة!

وبعد ما كانت العلاقة شيء لطيف، بتتحول لفأس بيهدم جدار روحك كل يوم، ويلتهم حبة قلبك، ويسحب رصيدك –الواهي أصلا!- من المقاومة، ويسيبك أعزل تمامًا ومخذول للأعماق أمام قُطّاع الطرق ولصوص المشاعر وبلطجية الأحاسيس!

بس التاريخ بيقول إيه؟


التاريخ بيقول إن الدنيا دوَّارة، وسريعة التقلب والتغيير حد الفجيعة، وكل اللي مرّينا بيه يُوشك إنه يرجع تاني من زاوية تانية وشكل تاني ومع بشر تانيين، فمَنْ ظلم وتجبر وخَذل وأوجع وابتَلى، سيشرب من الكأس نفسها ولو بعد حين، ومن سلّم وأناب وراعى وأحسن واتقى ووفَّى، فإن له الرضا حتى يرضى.

#تعافي


 

رد مع اقتباس