في تلك الزاوية وعلى ذلك الكرسي
الذي أعتبره كالمكوك اسافر من خلاله عبر الازمان
عندما اجلس عليه .. وقبل الانطلاق انتظر ذلك الكوب من القهوه
قبل وصوله أشم رائحته من بعيد ...وكأن رائحته تزف لي خبر قدومه ...
فأنهض من مكاني لاستقباله استقبالا يليق به وبحبي له وبمقامه عندي
فأستقبله استقبال الملوك للملوك ولوكان عندي مدافع لأمرت بضربها 
وأستقبله استقبال العشاق للعشيقات ولو كان عندي فرقة موسيقية لأمرتها بالعزف 
ثم أعد حفلة على شرف كوب قهوتي
وأشبعه حبا واشتنشاقا وارتشافا وتلذذا 
وبعد انتهاء الحفلة ..أعيده إلى مكانه بجانبي ليكون رفيقا لي في رحلتي 
ثم ابدأ في تحديد وجهة الرحلة وأختار أحد الكتب من الرفوف او من مكتبتي الإلكترونية ثم أسافر و انطلق إلى أزمان وعوالم آخرى
فتارة أجد نفسي جالس مع الفقهاء والمفسرين كابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن عثيمين و الشنقيطي والمقدسي و النووي والصنعاني ونخبة من الدعاة والعلماء
وتارة أخرى اجد نفسي في المعامل و العيادات النفسية مع تشارلز سبير مان ووليم فونت وسيجموند فرويد وجان بياجيه وبافلوف ونخبة من علماء النفس
وأحيانا أجد نفسي في بهو فندق على أريكة فاخرة وحولي مجموعة من كتاب المقالات وأصحاب الرأي و الأدباء كطه حسين و عباس العقاد و نجيب محفوظ وخالص جلبي و مصطفى صادق الرافعي وعلي الطنطاوي ونخبة من القوم
ثم اعووود من تلك الرحلة إلى كرسيي وأغلق الكتاب
وأطفئ ذلك المصباح المعلق فوق رأسي ..
وأنا ممتن لهؤلاء النخب الذين خلدوا لنا علمهم و فكرهم وثقافتهم وآرائهم ..
وأشكر الله بأن سنحت لي الفرصة أن أكون جليسا لهم ولعقولهم الفذه
وصباحكم سعيد وجميل أحبتي الكرام