الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-20, 06:15 PM   #15
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا_الحبيب « ١١ »
السيرة النبوية العطرة (( حادثة أصحاب الفيل ، الجزء الثاني ))
____________
. . . انطلق أبرهة بجيشه إلى أن وصل إلى منطقة قريبة من مكة، فأقام فيها ، ثم أرسل فرقة من جيشه ، فنهبت إبل وأغنام قريش التي كانت ترعى في الجبال والشعاب [[ من ضمنها ، إبل لعبد المطلب جد الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ]] .


_____________
فلما علم أهل مكة بالأمر ، اجتمعوا للتشاور، وكان الخوف الشديد يملأ بيوت مكة ، قالوا : لا طاقة لنا بأبرهة وجيشه [[ أهل مكة ليس عندهم جيش منظم ومدرب ، والذي زاد خوفهم أكثر الفيلة الضخمة التي تحمل الجنود ]] . ثم بعث أبرهة رسولا من عنده لأهل مكة ، قال له : اذهب إليهم ، واسأل عن سيد هذه البلد ، وقل له : {{ إنّ الملك يقول لك : إنه لم يأت لحربكم ، فإنّما أتى لهدم هذا البيت ، فلا تتعرضوا له للقتال ، واخلوا لنا المكان كي نهدم هذا البيت ، فإن قالوا لك إنهم لا يريدون القتال ، فاحضر لي سيدهم أتشاور معه }} ، فدخل رسول أبرهة مكة ، وسأل عن سيد قريش ، قالوا له : عبد المطلب سيد مكة وشيخها ، فحضر عبد المطلب ، فقال له الرسول ما أمره به أبرهة . فقال عبد المطلب : والله لا نريد حربه ، وليس عندنا طاقة لحربه ولكن ، هذا بيت الله الحرام ، وبيت خليله إبراهيم ، فإن أراد الله منع أبرهة من بيته وحرمه منعه ، وأن أراد أن يخلي بينه وبين بيته ، فنحن لا طاقة لنا بقتال أبرهة . فقال له الرسول : انطلق معي يا شيخ مكة ، فالملك يريد مقابلتك .

_______________

فذهب عبد المطلب لمقابلة أبرهة ، فأستأذن بالدخول عليه ، قال أبرهة : من هذا الذي يطلب الدخول ؟؟ قالوا له :هذا عبد المطلب شيخ مكة ، هو الذي يطعم الناس والطير والسباع من كرمه وجوده ، ويؤمن الحجيج ويسقي الماء ، (( فأعجب أبرهة بخصال عبد المطلب )) ، فلما دخل عبد المطلب ، وكان عبد المطلب رجلا طويلا وعظيما ، له هيبة وجمال ، فلما رآه أبرهة ، وثب واقفاً ، ورحب به ، وكان من عادة أبرهة الجلوس على سرير ملكه ، والناس تجلس تحته ، فأراد أن يُجلس عبد المطلب بجانبه لشدة هيبته ، وكره أن تراهُ حاشيته وهو يُجلسه بجانبه ، فنزل أبرهة عن سريره ، وجلس على البساط ، وأجلسه معه إلى جانبه . قال أبرهة لترجمانه ‏‏‏:‏‏‏ قل له ‏‏‏:‏‏‏ ما حاجتك ‏‏‏؟‏‏‏ فقال له ذلك الترجمان ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ حاجتي أن يرد علي الملك مئتي بعير أصابها لي ، فلما قال له ذلك ، قال أبرهة لترجمانه ‏‏‏:‏‏‏ قل له ‏‏‏:‏‏‏ قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مئتي بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه ، ولا تكلمني فيه ‏‏‏؟!‏‏‏ ! قال له عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ إني أنا رب الإبل [[ أي صاحبها ]] وأن للبيت رباً سيحميه .


قال ‏‏‏أبرهة :‏‏‏ ما كان ليمتنع مني [[ أي لا يستطيع رب البيت أن يقف بوجهي ]] قال له عبد المطلب ‏‏‏:‏‏‏ أنت وذاك ‏‏[[ بمعنى أنت حر ]] . فأعاد له أبرهة الإبل ، وأخذ يضحك ويقول للبيت رب يحميه ، للبيت رب يحميه .


______________________


رجع عبد المطلب لمكة ، واجتمع بقومه ، قالت له قريش : ما الحيلة يا شيخ مكة ؟ [[ ماهو الحل ]] ؟ قال : لا حيلة لنا ، لا نستطيع رد أبرهة ولكن الله يستطيع ، فاصعدوا إلى رؤوس الجبال ، ولا تقاتلوا ، واتركوه هو ورب البيت ، ثم ذهب عبد المطلب للكعبة ، وأخذ بحلقة باب الكعبة وقال : إن المرء منا ليحمي رحله ، اللهم فاحم بيتك ، دعا الله ، وهز الحلقة ، ثم قال لقومه : اصعدوا إلى الجبال ، وانظروا ما يكون بين أبرهة ورب البيت ، صعدوا وأخذوا يترقبون وينظرون . مكة تترقب وكل العرب في الجزيرة العربية تنتظر أخبار أبرهة وهدمه للكعبة .

_______________________

تجهز أبرهة هو وجنده لدخول مكة و{{ هدم الكعبة }} ، فلما وصل أبرهة للكعبة ، وكان يركب على أعظم وأكبر فيل في الحبشة ، هذا الفيل كان إذا تقدم ، تقدمت خلفه كل الفيلة ، إذا برك تبرك كل الفيلة ، كانت الفيلة مدربة على اتباعه ، فلما وصل هذا الفيل ورأى الكعبة ، برك وبركت خلفه كل الفيلة ، فأداروا وجهه إلى جهة اليمن ، فقام يجري وقامت كل الفيلة خلفه تتبعه ، فوجهوه للكعبة فبرك للأرض ولم يتحرك ، فأمرهم أبرهة بضربه بالحديد ، فضربوه ، فأبى الحركة ، فوجهوه راجعاً إلى اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة فبرك ‏‏‏!! قال أبرهة : اسقوه الخمر كي يفقد عقله ، لعله يستجيب ، فأسقوه الخمر ؛ ولكن من غير فائدة فاشتعل أبرهة غضباً من الفيل، وسل سيفه، وطعن الفيل بين عينيه فأراده قتيلاً .

_____________________


وفجأة شعروا بأشعة الشمس تنحجب ! نظروا فوقهم ، وإذ هي طيور كالغمام الممطر قد حجبت ضوء الشمس من كثرتها !!جاء أمر الله العلي القدير ، جاء أمر مالك الملك ، {{ أيحسب أن لن يقدر عليه أحد }} طيور أبابيل [[ أبابيل أسراب ضخمة من الطيور يلحق بعضها بعضا ]] .

_______________

يقول أهل مكة عن هذه الطيور: (( لم نر مثلها من قبل ولا بعد ، رؤوسها تشبه رؤوس السباع )) ، وكان كل طير يحمل ثلاثة حجارة ، في منقاره حجر ، وفي رجليه حجران بحجم حبة العدس ، فجاءت حتى وقفت على رؤوسهم ، ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها ،فوقعت الحجارة عليهم ، فكانت تنزل على رأس الرجل و تخرج من دبره ، وبعث الله ريحاً شديدة فزادتها شدة، حتى جعلهم ربنا ((كعصف مأكول)) ، أي - القمح عندما تستخرج الحبة من بذرته وتتناثر القشرة هنا وهناك - فكل رجل كان يسقط عليه حجر ، يتناثر لحمه عن عظمه ، والدماء تسيل منه حتى يهلك ، حتى من هرب من الجند وقد أصابه الحجر ، كان تتساقط أعضاؤه على الطريق عضوا عضوا، حتى أصبحوا كابن الفرخ [[ الطير الصغير ليس له ريش ]] .

_______________________



هكذا حمى الله بيته {{ للبيت ربٌ يحميه }} ، وكان بين حادثة الفيل ومولد الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - خمسون يوما ، ... حمى الله البيت استعداداً لهذا المولود ، ورجع أهل قريش وعرفوا عظمة الله ، وعظمة هذا البيت ، وهنا أخذ الكون كله يستعد ويتحضر لاستقبال هذا النور النبوي المحمدي صلى الله عليه وسلم .
________________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________