07-21-20, 01:32 AM
|
#1 |
| | 
ذات ليلة ..
نعم
اخترت أن أكون هناك
أشبه بالعدم الذي يهزم فيزيائية واقعه
لأكون ذات ثقل و نور و حضور
لا يبدو ظاهراً
و آثاره مميتة
أشبه بالسم
و لكن لو حاول تفتيتي ليفهَم
ليعرف كيف تكوّنت
ستصيبه الحقيقة بسهم
أنا نفسي ما استطعت احتمالي
فما الذي أنتظره من غريب يقترب
أو قريب حائر
لا يستدلّ على خيط تنسلّ منه النوايا المغيّبة
فإن فهمت أو تفهّمت
ستصيبكَ لعنة الهروب
و إن أثرت جنوني بجهلكَ
أصبح سامّة
رغم أنك ستموتُ مبتسماً راضياً
و أنا أسقيكَ و أغذّيكَ بخوفي و رغبتي و اشتعالي
و أحقنكَ بأفكاري و أداوي ضعفكَ باستكانتي
ها أنا ذي
أختمر ببقاياكَ الواهنة
كقدرٍ لا أفكر بالانصياع له
و لا التذمّر منه
و لا التمرّد عليه
أسلكَ فيك أقصر الطرق التي تجعلني أنتهي بشهقة
و أنت أضعف من أن تطلق زفير الخلاص
لا أحد قوي هنا
كلانا ضامر بلا إرادة
و إن بدى لكَ بأني نلت حريتي
لكنها حريّة خلف قضبان النسيان
خارطتي لا وجود لها
تسرّبت مع آخر حلم ممكن
انتهت به الاستحالة لأن أدعه يموت من الجفاء
قسوت عليه كأنه طفل خطيئة ارتكبها الأمل و شريكه الوهم حين اتخذا من عقلي مَسكناً
نقطة
بل حجر و انتهى الأمر
حجر أصبنا به القلبين ليفترقا
فشطرناهما إلى أشياء
أشياء غير صالحة للاستهلاك العاطفي
أشلاء لا يمكن أن تندمل بجمعِها
لا عجب أننا إلى الآن نضحك
رغم كل ما لن يحدث
نحن نضحك ضحكاً فاجراً
نقهقه كالمجانين
دون أن يلقي أحدهم طرفة مستحِقّة لهذه الانفعالية
ذات ليلة استثنائية
تلك التي اصطحبنا بعضنا البعض و قضينا ليلة باردة كاملة في العراء
في صحراء التجاهل
و شيّدنا لأنانيتنا قصراً منيفاً في وسط غابة من مشاعر متناقضة متشابكة متداخلة
اكتفينا بضوء ساطع ينتشر كلما لمسنا الحلم
من بعدِها
حدثت فاجعة الفقد
لم يعد أحداً منا إلى ماضيه
و لم يُعرَف له حاضر
و الغد لا زال
في كل صباح يبحث عنهما
أنا
بعد خمسة أعوام ! |
|
|
|