عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-20, 08:48 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:34 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي هدايات سورة الحج



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولو أن الحاجّ تدبر (سورة الحج) وسار في حجه بقلبه وجوارحه معاً لرأينا حجاً روحانياً تلُفه السكينة والوقار ، وتغشاه الرحمة والألفة ، وتُعطِّر كلَّ أرجائه كلمات التسبيح والتكبير والتلبية ، وترطب القلوبَ فيه الخشية والدمعة ، ولم نرَ ما نرى من مظاهر الخلل في الأمر الدقيق والجلل .

فكم نرى من نواقض ونواقص التوحيد والتفريط بترك الصلوات في الحج ؟!

وكم نرى من الظلم والسرقة والغش والكذب والسب واللعن والغيبة والنميمة والسخرية بالناس وغير ذلك حول بيت الله وفي شعائر الحج ؟!

وكم نرى من كشف العورات والتساهل في الحرمات في الحج ؟!

وكم نرى من التدخين ورمي القاذورات وأذية الحجاج لبعضهم ؟!

فكل هذا إنما يحدث لضعف تعظيمنا للعظيم سبحانه وشعائره العظام
مجالس المتدبرين.


مما تظاهرت النصوص في الدلالة عليه أن كمال أو نقص (حج القلب) أعظمُ أثراً في قبول الحج أو رده من أثر (أعمال الجوارح) مع الضرورة لهما جميعاً ،

ولكن (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) ، فليس الكمال في تعظيم القلب لهذه الشعائر كالكمال في سنن الطواف والسعي والرمي ونحوها ، ولا الخدش في لباس التوحيد كالخدش في لباس الإحرام ، ولا تطهير القلب من الرياء والعجب والحقد والحسد كتطهير اللسان من العبث وتطهير البدن من التفث والثياب من الوسخ . وكلاهما دين قد تعبدنا الله به لكن الأول أصل والثاني فرع له ، وبينهما تلازم ظاهر إلا في حال صلاح الظاهر مع فساد الباطن .

وما أحسن قول القائل في شأن المسير إلى الله :
قطع المسافة بالقلوب إليه لا *** بالسير فوق مقاعد الركبان....