الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-25-20, 07:01 AM   #18
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:02 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا_الحبيب « ١٤ »
السيرة النبوية العطرة (( الأحبار والرهبان ، يوم مولده - صلى الله عليه وسلم - ))
_______________
حمله عبد المطلب ، حتى وصل الكعبة ، وفتِح لهُ بابها ، ودخل إليها وهو يحمله ، ثم خرج وطاف فيها ، وهو مسرور ويردد ويقول : {{ الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام ، أعيذه بالبيت ذي الأركان من كل حاسد }} ، ثم رجع إلى آمنة ، أعطاها إياها ، وقال لها : احرصي عليه ، ثم انطلق عبد المطلب مسرعاً ، إلى الراهب النصراني (( عيص)) يستوثق منه .


قال تعالى : {{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}} .
أهل الكتاب - الأحبار والرهبان - في شهر مولده كلهم كانوا ينتظرون مولدهُ ، وعندهم علامات ظهور نجمه وصفاته ، وأن مولده في مكة ، فلم يكن ميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم - مفاجأة ، بل علم به الكثير من أهل الكتاب الرهبان {{ علماء الدين النصارى }} ، و الأحبار {{ رجال الدين اليهود }} ، [[ عندنا في دين الإسلام ، لا يوجد شيء اسمه رجال دين ، فليس منا إلا عالم أو متعلم ، ليس عندنا ترتيب هرمي في الإسلام يشبه الرتب العسكرية ، في الإسلام

{{ رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه }} ،عندنا في الإسلام {{ بدويّ ، يدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس على الأرض مع الناس، فيسأل : أيّكم محمدا ؟؟ !}}

، في الإسلام ليس هناك واسطة بينك وبين الله ، {{وإذا سألك عبادي عَني فإنّي قريب أجيب دَعوة الداع إذا دعان }} ]] ،
فذهب عبد المطلب يستوثق من الراهب النصراني {{ عيص }} عن هذا المولود ، لأنه كان يرجو أن يكون لهذا المولود شأن عظيم ، فمن هو الراهب عيص ؟؟ هو رجل جاء من بلاد الشام إلى مكة ، راهب من النصارى ، وسكن في طرف مكة في صومعة ، و اسمه عيص وكان {{ هو المرجع الوحيد في علم النصارى في ذلك الوقت }}

عندما اقترب مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء لمكة ينتظر مولده .
سكن عيص في أطراف مكة ، فكان يدخل مكة كل فترة من الزمن ، ويجلس في أندية قريش [[ قلنا إن الأندية كانت حول الكعبة ، مجالس يجلس فيها الرجال ، فيها يجتمعون و فيها يتحدثون ]] فيدخل الراهب عيص في أندية قريش ، وأسواقها ، ويسأل قائلا : يا معشر قريش ، هل ولد فيكم مولود وله من الصفات ، كذا وكذا ؟؟ فيقولون له : يا عيص ، الذي تصفه لم يولد بعد . فيقول لهم عيص : وربِ موسى وعيسى ، ما تركتُ بلاد الشام وخيراتها وجئت هنا ، إلا في طلب هذا المولود ، فإنّ هذا زمن خروجه ، يولد في بلدكم [[ أي مكة ]] ، هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وبه تُختم الشرائع ، من أطاعه فقد اهتدى ، ومن عصاه فقد خاب وخسر، فكان كل فترة يمر ويسألهم ، فيقولون له : ولد فلان و ولد فلان ، ويعطونه أوصافهم ، فيقول لهم : لا ، ليس منهم .


ففي أول يوم من مولدهِ - صلى الله عليه وسلم - وفي صبيحة ذلك اليوم ، لما ولد - صلى الله عليه وسلم - وأخذه جده ، وطاف به بالكعبة ، ورأى صفات المولود ، ورجع فأعطاه لأمه ، وأوصاها عليه ، هنا تذكر عبد المطلب الراهب عيص ؛ فأراد أن يذهب إليه ويستوثق منه الخبر. انطلق عبد المطلب مسرعاً ، إلى صومعة عيص ، وعندما وصل للصومعة ، أخذ ينادي عيص .. عيص ، فقال له عيص : كن أباه يا شيخ مكة !! فقال عبد المطلب مستغرباً : من ؟!!! قال عيص : لقد ولد الذي كنت قد حدثتكم عنه ، وربِ موسى وعيسى أنه وجع يشتكي ثلاثة أيام ثم يعافى ، [[ أي هذا المولود قد أصابه بعض المرض ]] ،
احفظ لسانك يا عبد المطلب ، أي لا تتكلم عنه لأحد، فإنّه لا يحسد حسده أحد [[ أي إذا علموا عنه شيئا، فالناس الحاقدة ، ستسعى لأذيته ، وإذا وقع في مصيبة يتشمتون به ]] ، وإياك واليهود ، فيبغون عليه ، كما بغوا على الأنبياء قبله [[ أي اليهود معروفون أنهم قتلة الأنبياء ، فإذا سمع به اليهود قتلوه ، كما قتلوا الأنبياء قبله ]] ، فقال عبد المطلب : يا عيص !! لقد ولد لابني عبدالله المتوفى قبل أشهر ولدا ، فقال عيص : هو ذاك يا عبدالمطلب ، هو ذاك ، ورب موسى وعيسى إنا لنجد في كتبنا أنه يولدُ يتيماً ، فاحفظ لسانك واحرص عليه .
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
______________
- صلى الله عليه وسلم -

__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________