الموضوع: عبقٌ آخر
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-26-20, 11:48 PM   #779
شَغَف

الصورة الرمزية شَغَف

آخر زيارة »  اليوم (01:01 PM)
الهوايه »  الكتابه&القراءة
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



مين راسلني للتو؟
إحدى زميلاتي بأيام الثانوية
أتوقع عمرها فوق الثلاثين إذا لم يكن بالأربعين،
طبعاً هذه الامرأة قصتها قصة،
متزوجة و حدث لزوجها ذات ما حدث مع والدي -أُعتُقِل دون سبب-
رغم أنه شيخ و شخصية مؤثرة فعلاً،
المهم بعد اعتقاله قررت ترجع تكمل دراستها وكانت -حرفياً- قدوة لنا جميعاً!.

المهم . .
أنا طبعاً خرجت من المدرسة الخاصة بالصف الأول ثانوي وانتقلت لأخرى حكومية -على أساس ان الدراسة أقوى-،
درست لسنة ونصف بها و گ عادة عبق ذات الحظ السيء حدثت مشاكل بشأن مرتبات المعلمين وهكذا فأضربوا عن العمل فاضطررت للعودة للمدرسة الخاصة،
و للأصدقاء القدامى ،
عدت للدراسة فيها وهناك تعرفت على هذه الامرأة القدوة،
دعونا نسميها "عائشة" . . اسمها ليس عائشة طبعاً لكن حتى أستطيع سرد القصة بشكل أفضل.

تعرفت على عائشة في الصف الثاني ثانوي و حكت لي عن ظروف اعتقال زوجها و حالته بذلك الوقت،
و كيف أن أخباره منقطعة عنها تماماً -كان مخفي بتلك الفترة-،
شعرت بأن صديقاتي الجميلات قد حكينَ لها عن والدي لذلك فهي تحكي لي كل هذا،
المهم لم أنطق بكلمة ،
لأنني بتلك الفترة صِدقاً كنت حساسة جداً من ناحية موضوع والدي،
فإذا نطقت بإسمه فقط أُجهش بالبكاء ،
لكم أن تتخيلوا أن الأشخاص من حولي أمسوا يخافون من أن يسألوني عنه لأن حضرتي سريعة البَكَيان 😁 ،
ربما لأنني في تلك الفترة كانت تمر عليَّ سنة بأكملها دون أن أراه سوى مرتين أو ثلاث بالكثير عكس الآن . .
حتى عندما أقرأ نصوصي أو كلماتي بتلك الفترة أراها مليئة بالكئابة
-إذا شهدتم أي فرق بيني أنا في 2015 و الآن فاعلموا السبب - .

المهم . .
القصة التي لا تُصدَّق . .
أننا في يومٍ من الأيام كان لدينا درس عربي،
كانت قصيدة بعنوان [عزة أسير] لأبي فراس الحمداني كتبها بفترة سجنه . .
يقول فيها:
أراكَ عصيُّ الدمع شيمتك الصبرُ
أَمَا للهوى نهيٌ عليكَ ولا أمرُ؟

بلى اني مشتاقٌ وعندي لوعةٌ
ولكن مثلي لا يُذاعُ لهُ سرُّ

إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدُ الهوى
و أذللتُ دمعاً من خلائقه الكبرُ

تكادُ النارُ تضيءُ بينَ جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابةُ و الفكرُ
. . إلى آخر القصيدة

بينما المعلمة تُلقيها علينا إذا بعائشة زميلتنا تُجهِش بالبكاء . .
و عندما ذكرت سبب بكائها . . وهو أنها تذكرت زوجها
أخذت المعلمة تدعي بأن يفك الله أسره بالقريب العاجل،
لا أعلم دعاءُ من منا في ذلك اليوم حقق هذه الفرحة التي حفتها بعصر ذاات اليوم هي و أبنائها،
حيثُ طُرِق بابهم في عصر ذلك اليوم ومن كان الطارق؟ . .
زوجها . . ! ! !

متخيلين الفرحة التي كانت بقلبها وبقلب أبنائها و بناتها وقتها؟!،
فرحة أسأل الله العلي العظيم بحق هذه الأيام الفضيلة أن يرزقنا إياها عن قريب نحن و أهالي كل الأسرى باليمن وبكل البلدان العربية التي تعيش ذات الظروف . .



دمعت لمجرد تخيل تلك اللحظة التي قد تأتي بأي وقت حتى ولو الآن!،
يارب عجل بها يا كريم.


عندما حكيت هذه القصة لأخواتي أتذكر واحدة منهم قالت لي: انتِ ي "تووت" ليش ما بكيتي؟.
صدقاً أنا كنت أجاهد نفسي و أحاول تشتيت انتباهي وقتها كي لا أفعل،
لكنني ظننتهم من نسل أبا جهل بينما اتضح أن بينهم صالحين 🙂
لو كنت أعلم بأن دعاء إحداهن مستجاب لكنت بكيت وانتحبت ومزقت شعري أيضاً 😂😂 .