عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-20, 07:17 AM   #2
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:10 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ليلة السفر (١/١٠)





(١/١٠)

ليلة السفر

حان موعد انطلاق الرحلة إلى الله، حيث نقطع علائق الدنيا، أعمالها وهمومها، ونولي وجوهنا إلى الله، بإخلاص وإيمان واحتساب، نحمل الصبر معنا رفيقا..
رحلة تعلم واختبار، فهل ترانا سنفهم الدروس ونفوز في الاختبار؟ أم ستكون خسارتنا هي الأعظم؟


بدأت إجراءات الاستعداد للسفر، تأكدت من قائمة الاحتياجات، أقفلت الحقائب، رتبت المنزل،أقفلتُ جميع النوافذ عدا نافذة غرفة النوم، لم يعمل قفلها، استودعت ربي إياها، وانطلقنا إلى منزل أهلنا، والذي يبعد عن مدينتنا مسافة طويلة، حيث سنبيت عندهم ليلة السفر قريباً من المطار..

قضينا ذلك اليوم بالأنس بالأهل، وزيارة مرضاهم، وتوديعهم، فلما أحكم الليل عتمته وحان موعد الراحة والنوم لليوم المرتقب، وجدنا أننا قد نُسِّينا جوازات السفر..! فهل يمنعنا هذا الأمر من الحج ؟!

ورغم ثقل المعضلة، إلا أننا قابلناها باطمئنان تام، ويقين بالله عز وجل وتيسيره، وبإذن الله سنحج هذا العام مهما كلفنا ذلك من جهد، فالحج جهاد، وهو فرصة العمر..

استيقظنا فجراً، وقبل طلوع خيوط الشمس ودعنا الأهل ظناً منهم أننا متوجهان إلى المطار، ونحن نكتم سرنا أننا سنعود إلى منزلنا مسافة سفر لنحضر جوازاتنا ومنه ننطلق إلى المطار..

ولم تكن مسافة الدرب بالنسبة لنا موضوعاً مشكلاً مثل ما كان عدم العثور على مفتاح المنزل بعد وصولنا مصدر القلق، لقد تبين لنا أننا بعد قطع كل تلك المسافة، لا نحمل مفاتيحنا معنا…!

كان ذلك الموقف، رغم التوتر الذي فيه، يستدعي أن نتأمل أن وراء هذا القدر حكمة يريد رب العالمين منا أن نتدبرها، وأن نتدبر أسماءه وصفاته.
قال زوجي :

ماذا عسانا أن نفعل الآن؟

قلت: لا سبيل إلا أن تدخل من النافذة (وهي النافذة الوحيدة التي لم أتمكن من قفلها).

ولكننا سنحتاج إلى سلم، ومن أين لنا السلم؟

لم نستغرق الكثير من الوقت في البحث والتفكير فقد وجدنا سلماً عند البيت لا ندري من وضعه، ولكننا ندري أنه لطف من رب العالمين.

يتبع