وَعَلَيْكُمْ السَّلَامُ
مُذ تَعَاطَى الْعُلَمَاءِ مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضلالة”
وَهُم مُخْتَلِفُون حَوْل تَحْدِيدٌ مَفْهُوم البدعة
وَلَا شَكَّ أَنَّ تَحْرِيرُ هَذَا الْمَفْهُومِ مِنْ الأهَمِّيَّةِ بِمَكَان
إذْ قَدْ وَصَفَ الْحَدِيث كَلِمَة الْبِدْعَة ب الضلالة
وَهُوَ وَصْفُ لَيْس بِالْأَمْر إلَهَيْن
وَيُمْكِنُ رَدُّ هَذَا الِاخْتِلَافِ إلَى اتِّجَاهَيْن رئيسين
الِاتِّجَاه الْأَوَّل هُوَ مَذْهَبُ الموسعين
فِي مَفْهُومِ الْبِدْعَة حَيْث يَحْمِلُونَهَا عَلَى
مَا أَحْدَثَ بَعْدَ عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سَوَاءٌ أَكَانَ حسنًا أَو قبيحًا
فَهَؤُلَاء يُطْلِقُون لَفْظِ الْبِدْعَةِ عَلَى كُلِّ
مُسْتَحْسَنٌ فِي الشَّرْعِ حَدَثَ بَعْدَ عَصْرِ
الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيُسَمُّونَه
بِدْعَةٌ حسنة” وَفِي الْوَقْتِ ذَاتِه يُطْلِقُون
لَفْظِ الْبِدْعَةِ عَلَى كُلِّ مُسْتَقْبَحٌ فِي الشَّرْعِ
حَدَثَ بَعْدَ عَصْرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ويسمونه” بِدْعَةٌ سيئة” .
فَهُم يَقْسِمُون الْبِدْعَة إلَى
حَسَنَة وَسَيِّئَة ، أَو مَحْمُودَةٌ وَمَذْمُومَةٌ
وبناءً عَلَى هَذَا التَّقْسِيمِ
فَهِي تَشْمَلُ كُلَّ مُحْدَثٍ بَعْدَ عَصْرِ
الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَصْر الْخُلَفَاء .
وَمَن مقولاتهم فِي هَذَا : مَا جَاءَ عَنْ الشَّافِعِيِّ
البدعة بِدْعَتَان : بِدْعَةٌ مَحْمُودَةٌ وَبِدْعَة مَذْمُومَةٌ ،
مُمَثِّلٌ قَانُونِيّ مَشْكُورٌ
.