عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-20, 06:21 AM   #136
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  05-14-24 (05:56 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



أنا شكواكَ وعِلَّتُكَ التي تأتي في مُنتصفِ سرورك،
أنا تأنيبُ الضمير الذي لم يُفارقك منذُ أعوام.
لازلتُ تلكَ الفتاة الداعيَّة كما عهدتني،
في الفجر والظُهر والعصر والليل بإسمكَ دون توقف،
إنما الذي أختلفَ إنني أدعي عليكَ لا إليك،
أدعي بِأن تُسقى من زمهرير مدى حياتِك كما أسقيتني،
أن لا تلقى الخيرَ يومًا مِثلما أغلقتَ كُل الأبواب في وجهي،
أن تبكي على الإطلال ولا كتفٌ يُساندك،
أن تشتكي لِلآه من عُمق ما تُلازمك.
وأن تغرقَ في الحُب ويهجُركَ الحَبيب،
إذ بِك تُجدف ولكنك تجد نفسكَ تغرق أكثر فأكثر.
أعلم بِأنكَ لن تعتقد ذلك مني،
ولن يُطرئ على بالِك في الأصل،
أن كُل السوء الذي يحدُث معكَ الآن عِوضًا
عما فعلتهُ بي لأنكَ لم تؤمن يومًا بِدعوة المظلوم،
وكيف بإمكانها أن تُغير أقدار الظالم.
لم تكُن مُدركًا خطورة أن تَغفو عينًا بعدما أبكيتها،
وأن تُعلِق قلبًا فيك وتتركه جريحًا،
وأن تقول وعدًا وتُخالف الميّعاد،
ولأنني كنتُ الحَبيبة الليّنة دومًا،
سهلة الحُب، كثيرة التسامُح،
تلكَ التي تفديكَ بالروح وكُل ملكت،
كُنت مبدأي وخِتامي وآخرتي،
والآن شكواي وجرحي وسببَ ندمي.
كنتُ رُغم الصِراعات التي بيننا والمسافات كُلها أُحِبك ..
لكن كُل هذا الحُب كان لِمُلحدًا،
لا يخافُ الله فكيفَ سيخافُ من قلبي وروحي وما أشعُر !.
لم أكُن مؤمنة بذلك أبدًا،
كنتُ أقول بِأن الديانات والمذاهب والأعراق جميعُها تسقط عند الحُب،
وإذ بي أنا التي سقطتُ ولم يلتفت إليَّ أحدًا،
أنا التي لم يقرُب جديلتي جنّ،
إقتربَ منها مُلحدًا يا الله.