عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-20, 08:29 AM   #8
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:31 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





حكاية_العهد_الجديد

(٧/١٠)
يوم العيد

من مقرنا في مزدلفة، مشينا إلى الحافلة، كنا نسير والناس من حولنا تسير، عالم كبير وحياة مختلفة في تفاصيلها عن كل حياة..
فكأننا انتقلنا نعيش مؤقتاً في عالم تختلف مظاهره..
ركبنا الحافلة مع إشراقه الشمس، وكانت الحافلة تسير وأنا أشاهد من النافذة مشاهد جليلة وكأنني أمام شاشة تعرض الحياة في الحج..


مشهد الناس يمشون مترجلين نحو منى، مشهد الذين يجمعون الحصى.. آه مر المنظر سريعا غير أنه وقع في القلب فلا يفارق العين
توجهنا مباشرة إلى الحرم لنطوف طواف الإفاضة، ووصلنا م
ع نهاية خطبة العيد.. هي المرة الأولى التي أعيش العيد في مكة، وكم هو جميل عيد مكة..

كان المطاف غير مزدحم حيث أن أغلب الحجاج يتجهون هذه اللحظات لرمي الجمرة الكبرى، طفنا وسعينا بكامل قوتنا ولم نشعر بتاتا بنفس تعب العمرة، ونحن في الأشواط الأخيرة بدأت أفواج الحجيج تدخل الحرم، كأنما سيل قد دخل وادي..منهم من انهى الرمي وتحلل، ولبس ملابس العيد، ومنهم من رمى وجاء فوراً يطوف..

كان مشهد الحجيج وهم يسعون بملابسهم أمرا مثيراً للتأمل، لقد بدأت تظهر الألوان في الحجيج من بعد أن كانوا متحدين بالبياض، وبدأت تظهر علامات الشعوب والقبائل، فظهر العماني، وظهر الهندي، وظهر الافريقي، وكذا البقية..
تحللنا في الفندق، واحتفلنا بالعيد معاً في جو أخوي وودي، وفي الليل انطلقنا نرمي جمرة العقبة الكبرى..

مشينا إلى الجمرات مسافة لم أكن أحسبها بهذا الطول البتة، وشعرت فيها بتعب وإعياء، ثم لما وصلنا رمينا الحصيات السبع، وكان هذا كل شيء..
نعم فقد قلتها في نفسي: أهذا كل شيء؟

أصابني الذهول، وشعرت بكامل الفقر والذل لرب العالمين أن قطعنا كل تلك المسافة لنرمي هذه الحصيات الصغيرة ثم نعود..

غرقت في بحر التأمل حول الدروس المستفادة من هذا النسك، والحكمة من ورائه..
حتما ليست الغاية هي رمي الحصيات نفسها.. بل هو الإخلاص لرب العالمين، حتى نستشعر أننا أذلاء لرب العالمين، نطيعه فيما أمر مهما كان وكيفما يكون ومهما كلف من المشقة والتعب.

توجهنا بعد الرمي إلى مخيمنا في منى لنبيت أول ليالي التشريق

يتبع