الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-20, 08:22 AM   #24
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:04 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا_الحبيب « ١٨ »
السيرة النبوية العطرة ((حليمة السعدية ، الجزء الثالث ))
_______________


فلما رأى أحبار اليهود المتواجدون في سوق عكاظ قافلة بني سعد من بعيد وهي مُقبلة ، علِموا أنها تحمل رسول آخر الزمن ، وخاتم الأنبياء والمرسلين - صلى الله عليه وسلم - فكيف عرف أحبار اليهود ؟؟ يوجد في كتبهم ، صفات نبي آخر الزمان ، من صفاته عندهم أنه {{ مظلل بالغمام ، صلى الله عليه وسلم }} .
بنو سعد قادمون نحوهم ، ومعهم حليمة تحمل رسول الله ، أحبار اليهود جالسون في سوق عكاظ ، فلما نظر الأحبار للقافلة آتية من بعيد ، كان فوقها غمامة ، والسماء كُلها لا يوجد فيها غيمة ، إلا هذه الغيمة !! كانت إذا وقف الركب توقفت الغيمة فوقهم ، وإذا مشوا تمشي معهم !!! فنظر الأحبار إلى بعضهم البعض ، مندهشين ، فقال أحدهم : وربِ موسى إن هذه القافلة تحمل أحمد !!! فاتفقوا على أن يعرضوا أنفسهم على القافلة على أنهم عرافون . [[ تمثيلية يقومون بها على القافلة ، بما يُعرف عندنا اليوم فتاحين ، يقرؤون الكف ، ويتنبؤون بالمستقبل ، ويقرؤون الفنجان ، فمن خلال هذه التمثيلية ، يستطيعون أن يتعرفوا على أحمد وعلاماته التي عندهم ]] .


فعرضوا أنفسهم على القافلة ، وكانوا أكثر من حبر، فتهافت الناس عليهم ، حليمة السعدية أحبت مثل باقي النساء معها ، أن ترى ما هو سر هذا المولود الذي تحمله ، فقد أحست هي وزوجها ببركته - صلى الله عليه وسلم - وكان عندهم جهل في هذه الأمور . فقالت حليمة لأحدهم : أُريد أن أُريك هذا المولود . فقال لها الحبر : أين ولدك ؟؟ فعرضت عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما نظروا إليه وأخذوا يتفحصون صِفاته ، ارتسمت في وجوههم الدهشة ، وأخذوا ينظرون لبعضهم البعض ثم ينظرون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا لها : ماهذه الحمرة في عينيه ؟!! {{ وكان في بياض عينيه - صلى الله عليه وسلم - حمرة لا تفارقه ، وهي نوع من أنواع الجمال ، عروق رقيقة حمراء في بياض عينيه }} .
فقالت حليمة : لا أدري هي في عينيه من ساعة ولادته !! فقالوا لها : أيتيمٌ هو ؟؟هنا حليمة أحست بشيء غريب من سؤالهم ودهشتهم ، فخافت منهم وقالت : لا ، ليس يتيما ، وهذا أبوه ، وأشارت إلى أبي كبشة ، فقال واحد من الأحبار اليهود للآخر : أتراه هو ؟؟ فأجابه الآخر : إي وربِ موسى وعيسى هو !!! قال تعالى :{{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم }} ،

ثم صرخ في الركب [[ أي بقبيلة بني سعد ، قوم حليمة ]]،أيها الناس : اقتلوا هذا الصبي ، فإنّه إن بلغ مبلغ الرجال ليسفهنّ أحلامكم ،وليبدلنّ دينكم ، وليكفرنّ من مضى من آبائكم ، ويلٌّ للعرب ويلٌ للعرب ... !! فصرخت حليمة في وجهه وقالت : ويلٌ لك أنت ، أطلب لنفسك من يقتلك ، أما نحن فلا نقتل ولدنا !! فقال الآخر : ألم تقل لك أنه ليس يتيما ؟ فقال له : نعم ، لوكان يتيماً ، لقتلته الآن ، فلما سمعت حليمة قولهم ، ضمته لصدرِها ، وهربت به بين الناس ، واختفت عنهم ، وهي خائفة أن يكتشفوا أنه يتيم ، وتأكدت حليمة أن هذا الصبي تدور حوله أمور غير عادية .

تقول حليمة : وصلنا إلى ديار بني سعد ، فما بقي بيت من ديار بني سعد إلا فاح منه ريح العود ، وكنا نلاحظ هذا الشيء كل يوم ، حتى كل ديار بني سعد لاحظت هذا الشيء ....
______________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم



__________ الأنوار_المحمدية ____________
_________ صلى الله عليه وسلم ___________