و الواقع أشبه بصندوق له ألف باب
و بعض أبوابه تُفضي إلى دهاليز الوهم
عالم أشبه بواقع مُتخيَّل
له سحر يفوق تصورنا
ننزلق فيه و نستعيد اتزاننا بترنّح يشوبه الوعي
لكنه في الحقيقة يقوده اللاوعي
و إلا فكيف أننا ندرك أن ما خلف الباب سوف يضرّنا بعد أن يغرينا بلذة حقيقية
و لكننا نشرّع الباب
بعد أن نخلع أبواب قلوبنا لاستقبال كل ما قد يأتينا منه
إنها ليست مجرد وهم
و لا حفنة أوهام
بل هي فوج مشاعر هادر
كأن البحر يدفعها و يمدها نحو هذا الباب
تغمر واقعنا بعد أن تتمكن من وجودنا
تخلط بفوضوية غبار السحر بتراب الواقع
ليحدث تمازج غريب
تختفي الحدود الفاصلة بين العالَمين
و يموج بحر الشعور داخلنا
و منبعه عمق لا نصل له
حتى لو سكنت رياح اللهفة
و انقضى السحر و انفضّت أزمنة الذهول
حتى لو شحذنا الهمة لنعيد الأبواب فنوصدها
تبقى ساقية الشعور تدور
تحمل من تلك الأعماق و تغرف من نهر الذكرى
و تسقي جدب الواقع
و تروي ذلك الوهم المتعملق فينا
الذي تسرب للشرايين
و ابتلعناه كجرعة أخيرة لا حياة بعدها
و الموت مؤجل
.
.
يوماً ما