الموضوع: بِبَساطة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-20, 11:32 PM   #1
عاشق الحرية

الصورة الرمزية عاشق الحرية

آخر زيارة »  04-27-24 (05:39 AM)

 الأوسمة و جوائز

Icon N25 بِبَساطة



هل نحن نُمارس الطب عن بعد
فنكتب لِتضميد الجراح ...!!
فكأن الأحرف غُرز لِغلق الجرح ...
ورأس القلم الإبرة المخصصة لتثبيت الغرز ..
والحبر هو المُعقِّم لتلك البيئة التي نُجري فيها العملية المصغرة ...!
كثيراً لآ تكون الجروح مُؤلمة لحظة حدوثها ...
فالصدمة تكون أكبر من استشعار الألم ..!
المُشكلة تكمن في طريقة إلتئام الجرح ..
والمدة التي يحتاجها حتى يلتئم ...
وإلى أي حدٍّ تكون كتاباتنا سبباً في الإلتئام ...!
لِنتسائل لماذا لآ نعيش في وئام ...
فهل أصبح السهر رسول سلام ...؟
عندمآ نكون في وحدةٍ والناس نيام ..!
أين موقع الدمع في صمت الكلام ...
عوامل مختلفة تؤثِّرُ على الجروح في دواخلنا
فهناك سيدٌ متمرس في فتح الجِراح ...
وإختراق الروح ... وجعلها عن كل شيءٍ تبوح...
لأننا كُنَّا نرغب في إخفاء آثار نُدب تِلك الجروح ..
فنُخرج ما بٍدواخلنا على بياض الورق ...
في لحظاتٍ من الألم و الأرق ...!
فَأصبح كل شيءٍ مفضوح ...
وإنقطع الصوت وصار مبحوح ...
وبعد أن ظهر كل شيءٍ بوضوح ...
تفنن الجميع بِفتح مصدر تلك الجروح ...
فصارت بيئةٌ خَصبة للتجارب ...
وزاد الوضع تعقيداً بلآ تقارب ...
وكأن من يقرؤون أشباه عقارب ...
هل أحتاج لأقرع الطبول ...
لأُسمِع من حولي بما أقول ...
فَدوما مآ أُخاطب العقول ...
ولا أتكلَّف بغير المعقول ..
إن لكل كتابة ذوائق ... وكل ذائقة تعتليهآ عوائق ..!
فمن اللائق التركيز في الفوارق ...!
تهميشُ البساطة جعلت الأحرف أشبه بالبعثرة العابرة بلآ تجانس أو انسجام ...
حتى تاهت المعاني بلا دليل أو بُرهان
وتشتت الذهن عن التفاني و الاسترسال ...
كل ذلك لأجل الإبتعاد عن البساطة ..
والتكلُّف في إستخراج المشاعر ...!
والتَّفَّنُّنْ في تحريك الجفن والمدامع ...!
والبحث عن رُفات الأحباب من بين الأضلعِ والضمائر ..!
فهل إستقًّرَّ الزئبق يوماً على شكلاً ثابتأً على المسطحات ..!!
فربمآ أصبحت الكتابة هكذا تُراوغ عقول القُرًّاء ...
فكان التكلف مَفسدةٌ للعمل وعدواًّ للإتقان ومُرهقٌ لِفهم للإنسان ...!
لأنهآ إبتعدت عن مفهوم البساطة ...!

تحية طيبة

عاشق الحرية


 
مواضيع : عاشق الحرية