كان ميلي للوحدة يؤرقها
خيّل لي أنها رأت الشيطان نائما في رأسي
رغم أن رأسي كان مكتنزاً بأشياء جميلة حقنها أبي في عقلي بغفلة منها
و حتى الآن
لا زالت تخيفها ميولي القديمة
لا زالت تسألني بإلحاح : شتسوين بروحج ؟!!!
و كأن الشيطان - إياه - لن يخلو بي إلا في غرفتي
استنفذت كل الأسباب و الأعذار و الأكاذيب الممكنة و المعقولة و المقبولة
خياراتي في التبرير باتت محدودة جداً
فهل أعترف لها بأن طيفكَ ملازماً لي و يحدثني عن كل شيء يدور من حولنا
حتى عنها !
هههه في الحقيقة أنتَ هو الشيطان الذي أقلقها منذ سنوات مراهقتي العصيّة
شيطان الحب و العشق
لكني لم أبصر فيكَ إلا ملاكاً شريراً عواطفه متأججة على الدوام
و نظراته غير قابلة للتفسير و لا التأويل
مسكينة يا أمي
و كلما انتزعتني من وحدتي يسرقني منها الشرود في اللاشيء و الصمت الهادئ
لتباغتني بسؤال مفخخ : شكلك ملّيتي ؟!
فأنهمر بالثرثرة ، و كأني ابتلعت للتو شريط تسجيل قديم جداً
لقد كانت أخباري يعلوها غبار و يتخللها صدأ
حتى أن أمي بدأت بالسعال فأحضرت لها كأس ماء بعد أن جففت لها ريقها بهذا التناقض السافر