عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-20, 10:30 AM   #1
باحث

الصورة الرمزية باحث

آخر زيارة »  01-24-21 (12:58 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ذكريات مع سيارتى الصغيرة



[SIZE="5"][B]
إن من لديه خبرة فى قيادة السيارات ، تجعله عاشقا ومغرما بأول سيارة يشتريها، يجوب بها كل مكان يريد الوصول إليه ، وأجمل شىء حينما تختار سيارتك بنفسك موديلا ولونا وغيرها من الأشياء الأخرى بالسيارة ، نعم قد تعيش معك السيارة إن حافظت عليها وإن لم تتعرض لأى حادث على الأقل مدة لابأس بها ، لأنه لايمكن حتى لو حافظ الإنسان على سيارته وإلتزم بقوانين وإجراءات السير لايضمن مخاطر الطريق ، وكلما عاشت معك السيارة فترة طويلة من الزمن كلما تعلقت بها، وأصبحت جزءا من حياتك ، تعتنى بها كل وقت وحين ، وحينما تتضرر ، ولم تعد صالحة للإستخدام لسبب أو لآخر ، وتشترى سيارة أخرى يظل تعلقك بالسيارة الاولى ، لأنها أمضيت معها وقتا أطول ، هكذا تكون العشرة رغم أن السيارة جماد لاإحساس لديه ، فالذى تقضى معه زمنا طويلا ، تكون بينكما علاقة قوية وراسخة ، لأنك عرفته وعرفك ، لذلك العلاقة تكون قوية بين الناس كلما طال الزمن ، مالم يكدرها موقف من المواقف ، فالسيارة كما قلت جماد لكن تكون بينك وبين هذا الجماد نوع من العلاقة ، يغلب فيها طابع التعلق بالشىء ، لأنه يخدمك يحقق طموحك بالوصول إلى أى مكان تحتاج إليه فى نطاق المساحة الجغرافية التى يمكن أن تقطعها دون عائق طبيعى أو مصطنع ، نعم كانت لدى سيارتى الصغيرة التى مكثت معى وقتا لاباس به ، تعرضت لحوادث ليست كبيرة ولله الحمد لكن أصابها عيب تقنى جعلها توقف بدون سبب فجأة مما جعل قيادتها خطرة ، سعيت وبحثت لدى وكالات وورش تصليح السيارات لمعالجة الخلل التقنى فى الكنبيوتر لكن للأسف لم يتم إصلاح العيب لأن موديل السيارة أصبح قديما وهكذا تم بيع السيارة بأرخص الأثمان ، فلم يشتريها غيرورشة متخصصة فى قطع السيارات ، فى تلك اللحظة شعرت بالألم بعد أن ودعت سيارتى وقلت فيها شيئا من الشعر :
________

(( ليش كذا تركتينى حبيبتى سيارتى *** فقد كنت حلما جميلا من أحلامى

تجولت بك بين جبال وسهول ووديان *** وزرت بك أقاربى وأرحامى وخلانى ))

تلك هى قصتى مع سيارتى القديمة ، بعد أن تركتها وأحمل معها ذكريات جميلة، لأنها أوصلتنى بحمد لله تعالى إلى أماكن إخترت الوصول إليها ، ربما يقول قائل سيارة بدلها سيارة ، ويمكن أن توصلك إلى أى مكان تريده هذا صحيحا ، لكن هل تعود الأيام إلى الوراء أبدا ، نعم ربما تذهب بسيارة أخرى إلى نفس المكان لكن تجده قد تغيرت معالمه ، فلم يعد مكانا صالحا للذهاب إليه لسبب أو لآخر .
هكذا الحياة وكل مافيها من بشر وحيوانات وطيور وجماد ، تكون بينك وبينها علاقة وإرتباط يأخذ أشكال متعددة ، من حب وتعلق ، وعشرة ، فلاينسى العشرة إلا منعدم المشاعر ومتبلد الإحساس .