عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-20, 08:34 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي المفقودُ الحقيقي هو ( أنت )



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو أننا أدركنا حقيقة الأشياء الكثيرة التي نفقدها لربما كنا نحن المفقودين في هذه الحياة !

لكننا نتوجع بالدرجة الأولى لأشياء كانت تستهوينا وفقدناها !

وحين نسمع كلمة الفقد
يتبادر للذهن عزيزٌ فارقنا منذ مدة!

هل هذا كل ما يمكن أن نفقد ؟!

إن أقسى آلام الفقد حين تكون أنت ( مفقودك )
أن لا تدري في أي متاهات الحياة ومنعطفاتها أضعت نفسك !
أن لا تعود قادرًا على أن تجدك !

أن تفقد وصفًا جميلًا كنت تتصف به
هذا نوع فقد ..
أو خلقًا حسنًا كنت تتميز به
فهذا نوع فقد ..

أن تصبح القيم العالية عندك رخيصة والرخيصة عالية ، تختلط الموازين في عقلك
هذا فقد ..

حين تفقد فكرك النظيف وفطرتك السليمة أو عقيدتك الصافية ؛
فيالبشاعة الفقد وقبحه !!

ألم حين تفقد طاقاتك ومواهبك وقدراتك أو بعض عافيتك …

الساعة تذهب منك لا تنتفع بها
مفقودة !

المجلس لا تذكر الله فيه
مفقود !

المال لا تستعمله في طاعة الله
مفقود !

العمل لا تخلصه لله
مفقود !

ورد من القرآن ينقطع
فقد !

نافلة كنت تواظب عليها ثم تركتها
فقد !

تسابيح كنت ترددها وأغفلتها
فقد !

لسان كنت تصونه واليوم تفري به في أعراض الناس
فقد !

القرآن تحفظه وتنساه
فقدٌ وأي فقد !

عمرك يرحل وشبابك يضمحل
فقد !

على أي فقدٍ تتلوع ..؟!
وبأي فقدٍ تغص ..؟!
ولأي مفقودٍ تبكي
والمفقودُ الحقيقي هو ( أنت )

إن الفقد
حين يتصل فقد الدنيا بفقد الآخرة
حين تفقد يوم العرض حسناتك
وتتعثر على الصراط خطواتك …

لا تبعثر همك وعزمك على مفقودات ليست ذات قيمة ، ولتبكِ على الفقد حين يكون من نفسك
ومن نصيبك من ربك ..
ومن حرث آخرتك ..

يا للفقد المضني حين تفقد الجنة !

"وأنذرهم يوم الحسرة"
"قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة"
هذا هو الفقد ):
وعلى هذا الفقد فلتبكِ...


نسأل الله العفو والعافية