عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-20, 07:14 PM   #1
نيرڤانا

الصورة الرمزية نيرڤانا

آخر زيارة »  04-24-24 (08:25 PM)
المكان »  من حيّث لا يشُعرون .
الهوايه »  نسجّ رسائِل مشؤومة .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

Icon3 مُخاض امرأة عذراء !















___









كان الوجع أكبر من أن يُحتمل
بل كان موت أصغر .
كان شيء أكبر وأعظم من أن يكون تعب يجري بالجسد
ارهاق أكبر و أعظم من أن ابتسم وأقول :
أنا بخير !
شعورٌ أكبر من أن يقاس أو يصاغ .
لا أعرف ما هو بالضبط !
لكنه مليء بجرعات من البكاء الصامتة ، من نزيفٍ الجرح المخفي ،
من ولادةٍ غير مُكتملة ، من تضميدٍ الآلام لا تبرأ .



أنزل الحديقة أرتشف قهوتي أتنزّه و ألتقط صور توثّق لحظات الحزن على وجوهِ الزائرين الوجلين من فقدّ الأحباب وأتظاهر بعدم مبالاتي بما اخترقتُ من عين وجعي الملامس لوجعهم .
أكابر و أجامل بكلّ شيء بدون استثناء .
و لكن ما إن أعود إلى غرفتي وأتمدد على السرير الأبيض حتى يتضّح جسدّ ضعفي انكساري و قلة حيلتي ، وجعي و عدم شعوري بأني بخير !
تعتلي الحشرجةِ اسفل حنجرتي العصيّة ، ترقق عيناي وأحبسّها حتى لا أشفق على نفسي !
لكن دموع الوحدة المُصاحبة لخسارة في غالب الأمر تسقط ،
ها أنا وحيدة رغم أنني لست وحيدة في المشفى الممتلىء بالجرحى أمثالي وربمّا أكثر وجع مني
لكن لدي الحزن الأكبر الذي يمتدّ في صدري بجذره العتيق و غصنهُ القاسي و لا يعلم عنه أحد !
حتى هؤلاء الأطباء عجزوا عن الكشفِ عنه !!
و في كلّ مكان الجميع يودّ أن أُفصح عنه ولو بحديثٍ عابر ، أو آآهـٍ تشكي عن الشعور و بكلّ شيء .


في هذهِ الغرفة التي تبعد عن الأرض بعشرةِ أدوار
و نافذتها الشاسعة التي تطّل على معالم بارزة بالرياض و شوارع المشفى المليئة بسيارات الجرحى في كلّ ساعة من اليوم ،
ها أنا وحيدة وحيدة جدًا !
خالية من كلّ شيء سواي !
وحيدة بشكل خارجي وداخلي ، شكلاً و مضموناً ، وحيدة لدرجة أن أرى قصة بكائي على نفسي متعلقة بأسفل خاصرتي ، وأطراف يدي الباردة من أثر المُسكنات ، ومن شكل ابتسامتي وأنا أدحرّج الغصّة كي لاتظهر في انعكاسِ المرآة و أنا اساند نفسي .
وحيدة لأنني أكابد وحدي في أرض هذه الحياة
كي لا أغرق في وحلِّ اليأس ،
وحيدة لأنني أحمل " شعور من حيّث لا يشعرون "
وحيدة لأنني مُختلفة أو ربما مُتخلفة !
وحيدة لأنني أرتبطتُ بالاغنيات المُطبطبة على روحي .
وحيدة لأنني اتمازج مع الأشياء التي تُحيط بيّ ،
وحيدة لأنني لم أعتد على أن تمتدّ يدي بلا فائدة ،
وحيدة لأنني لم أعتد أن أخاف على قلبي أن يسقط أمام الهاوية المُظلمة ،
وحيدة لأنني ظننتُ أني تجاوزتُك منذ زمن ،
أصبحتُ وحيدة بعد كُنت الوطن الذي افاخر به بين قومي وقومك .
و الأمن والأمان والإيمان الذي يؤمن به قلبي .
و فجأة غدوت بدونك أنا هكذا أنا لوحدي .
تخيل كُنت أضحك لماضينا الذي يبكيني الآن .
والجيّد أنني وحيدة جدًا جدًا !
ولادليل واحدًا فقط يوضح عليّ كم أنا وحيدة .
غير بكائي على نفسي وبينَ نفسي !





مازلت أُجيّد تمثيل دور " أنا مُبتسمة وبخير "
رغم أنف الموت الذي أهديتهُ ليّ .











حين يسطو الوجع على هامة قامتك ،‏
أجعل من نفسك طوق نجاة لها .
وذكرها " بأنني وحيدة وسأظل وحيدة "









نيرڤانا
‏- 11:30 am
- 2020/08/31














 
مواضيع : نيرڤانا