الموضوع: "بامبرز"
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-20, 11:52 PM   #1
الشيخ حكيم

الصورة الرمزية الشيخ حكيم
!حفظه الله ورعاه!

آخر زيارة »  04-17-22 (08:45 PM)
المكان »  الأردن
الهوايه »  لا شيء مهم..

 الأوسمة و جوائز

Icon N25 "بامبرز"





لن أحفلَ لشيء بعد الآن، قد ضقتُ ذرعاً بهذا البعاد، حبيبتي.. أظن أن هذا التباعد الاجتماعي صنعوه فقط لأجلنا.. فقط كي يبعدونا عن بعضنا.. تعالي.. تعالي..
خذي يدي، أو بعضٌ من القليلِ الذي في يدي، أو حبيبتي - إن أردتي- خذي كل شيء مني، فقط دعي احمرارَ وجنتي ومسحة الحزن تلك التي أسفل عيني..
لا ترمقيني هكذا، ليس هذيان كورونا.. أنا لا أهذي، حتى أنظري للآن لم أعطس، للآن لم أسعل.. للآن أعلمُ أنك بجانبي.. أنك حبيبتي!
حبيبتي! على سيرة كورونا.. يقال أنها ستصيب كل شيء، ليس الجهاز التنفسي فحسب، فهي قد تصيب القلب، فيخفق بشدة أو ببطء، بالحالتين أحبك، فعانقيني، عانقيني قبل أن تصيب قلوبنا..فنذبل!
وقد تصيب الأمعاء، يعني سيحتاج الانسان إلى طن من "البامبرز" من الآن فصاعداً، وقد يقولون لنا أن هناك غرامة مالية لمن لا يحمل "البامبرز" في جيبه!
انتظري.. لا تذهبي! أنا لا أهلوس، أنا فقط أصنع من الحياة مضاد حيوي ومن الموت فضيحة، أو سمّيها أضحوكة..
هيا حبيبتي، خذي يدي، لا تخافي وخذيها، ضعيها على خدكِ أو على قلبك، لأشعر بالسلام، نعم السلام.
أيتها القاسية، في زمن الكورونا كل الأذرع تمدّ أصابعها إلى العدو، فتغدقه وئاماً، ونحن معشر المهترؤون وجعاً لأوطان مسلوبة، ومنافي مسلوبة، قد نلعنهم الآن بأصغر قاعدة شعرية بينما هم يلوكون أفعال الأمر من حولهم! ومع ذلك قد نكون عبيداً، مسالمين، منافقين.. لا نفهم ما نفهمه، فأيادينا تأبى إلا السلامَ!
وانتِ.. أنت أيتها القاسية للآن مترددة في منح يدي عناق سلام.. ما أقساكِ!
صغيرتي.. حبيبتي.. بعد الحب.. وبعد كورونا.. وبعد هذا الوهن بين قلبينا، وبعد هذا السلام والمحبة والوئام.. ومن اجلكِ ومن أجلي.. هذه الحياة أضحت تحتاج - مثلنا- إلى "بامبرز"..

حكيم.. حفظه الله ورعاه.