الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-20, 06:53 AM   #43
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:57 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 37 »
السيرة النبوية العطرة (( تجديد بناء الكعبة المشرفة الجزء 2 ))
__________
ولم يكن عند قريش المواد لتجديد بناء الكعبة ، فجعل الله لهم الأسباب ، سمعوا أن هناك سفينة أرسلها قيصر الروم ، ومعها نجار ماهر ، كان قد أرسلها قيصر الروم من أجل ترميم كنيسة بالحبشة حرقها الفُرس كما تقول الروايات ، فلما كانت قريبة من شاطئ جدة ، أرسل الله عليها ريحا فتحطمت على الساحل ، وسقطت كل الأمتعة التي تحملها . فوصل الخبر لأهل مكة .. فخرجوا مسرعين حتى التقوا بهذا النجار . فحدثوه بالموضوع ، قالوا له : نشتري منك هذه الأخشاب وتذهب معنا إلى مكة لنجدد بناء الكعبة ، وتكون أنت المشرف على بناء الكعبة ، واتفقوا معه ورجعوا !!


. . . شرعت قريش بتجديد بناء الكعبة، فقسموا الكعبة أجزاء بينهم حتى يسهل عليهم العمل - وهم أصلا مجتمع قبليّ متعاون - فأنزلوا حجارة جدران الكعبة على الأرض ، أما القواعد فلم يفعلوا فيها شيئا ، فهي صلبة ولم يستطيعوا عليها ، [[ إبراهيم عليه السلام هو الذي جدّد البناء على هذه القواعد ، ويُقال إن الذي بنى الكعبة أصلا الملائكة ، وفي رواية آدم عليه السلام ]] ، لما جاء إبراهيم إلى مكة بطفله الرضيع مع أمه هاجر ، قال إبراهيم {{ ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم }} ، فالبيت موجود قبل إبراهيم عليه السلام .
فلما أنزلوا الحجارة على الأرض أرادوا تجديد البناء قال رجل منهم - كما تقول بعض الروايات - اسمعوا قولي :

{{ إياكم أن نُدخل في بناء الكعبة إلا المال الطيب الحلال ، فلا يدخل في بنائها ربا ولا مظلمة أحد من الناس }} .
[[ أي ابنوها بأموالكم التي تعرفون أنها حلال ، وهذا يعني أن قريشا تعرف أن الربا حرام، ولكن أشركوا الأصنام بعبادة الله ]]. فصار كل واحد يخرج من ماله الحلال ، نفقة لبناء الكعبة ، فكل مكة لم تجمع من المال الذي يكفي بناء الكعبة ،
[[ لأن ما تبقى معهم من أموال هي أموال حرام ، اللهم أجرنا من المال الحرام و ربا البنوك ]] . فلما رأوا أن الأموال التي جمعوها قليلة ، وأجرة البناء لا تكفيهم، اختصروا بناءها وقالوا :

الباقي نجعله خارجا، و نحجُر عليه حتى لا يطوف أحد داخله ؛ومن هُنا سُمّي حجرا ، و يُخطئ العامة بقولهم " حجر إسماعيل " فهو حجر فقط ( كما أخبر النبي في حديثه عنه ) ، وأخرجوا حجرا منها ، حيث صنعوا جدارا مثل نصف دائرة وهو الذي تعرفونه الآن ، من أجل أن يعلم الناس أن الطواف من خلفه ، ولا يجوز الطواف من داخله، لأنه هذا جزء من الكعبة. قال - صلى الله عليه وسلم - لعائشة :

" صلّ فِي الْحِجْرِ إِذَا أَرَدْتِ دُخُولَ الْبَيْتِ، فَإِنَّمَا هُوَ قَطْعَةٌ مِنْ الْبَيْتِ، فَإِنَّ قَوْمَكِ اقْتَصَرُوا حِينَ بَنَوْا الْكَعْبَةَ فَأَخْرَجُوهُ مِنْ الْبَيْتِ ". و المقصود هنا صلاة النوافل وليس الفرض و الله أعلم . وبقيت الكعبة على هيئتها التي أنتم تعرفونها الآن .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم