الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-20, 06:54 AM   #44
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (05:21 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 38 »

السيرة النبوية العطرة (( تجديد بناء الكعبة المشرفة ، الجزء 3))
__________
جمعت قريش المال الحلال لتجديد بناء الكعبة ، وتقاسمت القبائل جدران الكعبة بينها ، ومضوا في بناء الكعبة ، وأخذوا ينقلون الحجارة وكان - صلى الله عليه وسلم - يعمل مع أعمامه وينقل معهم الحجارة في هذا العمل المشرف ،لأن قريشا تعتبر بناء الكعبة ، شرفا عظيما .
. . . استمر العمل في بناء الكعبة حتى وصلوا لوضع الحجر الأسود في الزاوية المخصصة له ، وهنا وقع الخلاف الكبير بين القبائل ومنهم : بني عبد مناف ، و بني مخزوم ، وبني الدار ، و . . .

والمشكلة أن هذا الحجر في الزاوية ، بمعنى لا أحد يستطيع أن يقول إنه من جهته فقط ، أيضا [[ لأن الذي يضع الحجر الأسود ، سيكون له شريف عظيم ]] .هاجت القبائل كلها ، وارتفعت أصواتها بالصراخ والتحدي ، فوقع خلاف كبير ما بعده خلاف .

ما هو الحجر الأسود ؟؟

جاء في بعض الروايات أن الحجر الأسود أنزله الله تعالى من الجنة ، وكان أشد بياضا من اللبن ، وقيل إنّ أبانا آدم نزل من الجنة عليه ،ثم وضعه إبراهيم عليه السلام بأمر من الله في هذه الزاوية من الكعبة ، وقد اسودّ من خطايا بني آدم ، وأن هذا الحجر يُبعث يوم القيامة له عينان وله شفتان وله لسان زلق ، يشهد لمن استلمه من أهل التوحيد ، وكُلّنا يعلم أنّ استلام الحجر أو تقبيله أو الإشارة إليه هو أول ما يفعله المسلم إذا أراد الطواف معتمرا أو حاجّا .

تنازعت كل قبائل قريش على وضع الحجر الأسود في مكانه ووقع الشر بينهم ،{{ أما نبينا وحبيبنا - صلى الله عليه وسلم - انسحب من بينهم ولزم بيته لأنه لا يحب الخلاف }} . . . و تعطل بناء الكعبة ، طالت فترة الخلاف بينهم ، ولم تتنازل أي قبيلة للأخرى عن هذا الشرف العظيم و أصبحت القبائل تتفاخر و تتحدى بقوتها ؛ {{ بنو مخزوم }} يقولون : نحن لعقة الدم [[ يعني كلنا فرسان ، و الذي يقترب من الحجر الأسود ، سنشرب من دمه ]] .

{{ بنو عبد مناف أبناء هاشم قبيلة النبي }} يقولون وقد خرجوا وطيّبوا الحجر بالمسك : نحن المطيبون الطيبون ، نعاهد الله أن لا يضع الحجر مكانه غيرنا . وقال لهم أبو طالب : احملوا أكفانكم على رؤوسكم ، وشدوا أيديكم على سيوفكم وإذا اقترب أحد على الحجر قطعنا عنقه .

وقال كبير قبيلة مخزوم : نحن فعلنا كذا وكذا والذي يقترب من الحجر قطعنا عنقه . وبدأ النزاع واشتد الغضب .

ثمّ قام رجل من قريش كبير بالسن [[ أكبر واحد بقريش .. وكانوا يحترمون الكبير بالسن كثيراً ]] وصرخ في وجوههم وقال : لم التفاني و القتل يا قريش؟؟!!! [[ يريد أن يبعد عنهم الشر ويحقن الدماء ]]
قالوا له : بم تشير علينا ؟ قال لهم : [[ نجلس جميعاً وننظر إلى هذه الجهة - يقال إنها باب جهة المسعى الآن - و أول رجل يدخل منها رضينا بحكمه ، مهما كان الحكم يجب أن يرضى الجميع ]] . فقالوا جميعهم بصوت واحد : رضينا .
وكان - صلى الله عليه وسلم - خارجا يستطلع أخبار قريش ، ما الذي حدث معهم ؟ وكانت قريش وكل القبائل قد جلسوا على الأرض في هذا الوقت، والكل يراقب من سيدخل أول واحد من أجل أن يحكم بينهم .

{{ فإذا بهم ، بالطلعة المحمدية ، وإذا وجه الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يطل عليهم بوقاره وهدوئه }} . فوقف الجميع فرحين وصرخوا بصوت واحد محمد !!!!هذا ابن سيد قومه !!!! هذا الصادق الأمين !!! كلنا نرضى بحكمه !!! وأقبلوا إليه يحدثونه بالأمر .

فقال لهم : وكلكم ترضون بحكمي ؟؟

قالوا : نرضى بما تحكم . فقام - صلى الله عليه وسلم - ولم يشاور أحدا منهم ولم يتكلم بأية كلمة ولم يعرض عليهم خطته. فنزع ثوبه عن كتفيه [[ ثوب يشبه العباءة ]]

ومشى - صلى الله عليه وسلم - بينهم لا يلتفت لا يمينا ولا يسارا، والكل ينظر إليه !!! ووضع ثوبه على الأرض ومدّه ، وحمل الحجر بيديه الشريفتين - صلى الله عليه وسلم - ووضعه على الثوب ، ثم قال : فليقم إليّ شيخ كل قبيلة فيكم ، وليأخذ كل واحد منكم بطرف من أطراف الثوب [[ فأمسك كل شيخ قبيلة بطرف الثوب ]] فقال لهم :

انهضوا به جميعاً واقتربوا به إلى البيت ، فلما اقتربوا أخذ الحجر - صلى الله عليه وسلم - بيديه الشريفتين ووضعه مكانه . فصاح القوم كلهم وهم فرحين:

بوركت يا محمد ، بوركت يا محمد ، بوركت من عاقل ، بوركت يا ذا العقل الراجح، بوركت أيها الصادق الأمين ، لقد فطم الله على يديك الشر .
وأصبح له فضل على قريش كلها - صلى الله عليه وسلم - وزادت مكانته في نفوس الناس في مكة، وكان هذا قبل أن يوحى إليه في غار حراء بخمس سنين وعمر نبينا خمس وثلاثون سنة .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم