الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-20, 07:37 AM   #46
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:01 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 40 »
السيرة النبوية العطرة (( نزول الوحي جزء 1))
__________

قبل أن أشرع بالحديث عن الوحي ، يجب أن نعرف أولاً كيف أصبحت منزلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قريش قبل أن يقول لهم إني رسول الله إليكم . فبعد أن حقن الله دماء قريش على يديه - صلى الله عليه وسلم - ارتفعت منزلته فيهم ، واعتبروا أن محمدا رجل حكمة وعقل وبركة على قومه كلهم ، وهو أيضا معروف عندهم بالصادق الأمين [[ لأن مجمتعهم كان مبنيا على الكذب ]] ويخون الأمانة ، فلما رأوا رسولنا الكريم لا يكذب وما جربوا عليه الكذب ، صار علما بين قبائل قريش ، وصارت شهرته بالصادق الأمين . ومن أخلاقه الحميدة العظيمة أنه كان لا ينسى من قدّم له معروفا ، فها هو ينظر إلى عمه أبي طالب فيجده قد أكثر العيال ، وقل بالمال وضاقت أحواله ، فيذهب نبينا ويكفل ابنه " علي بن أبي طالب " و العباس يكفل ابنه الآخر " جعفر بن أبي طالب " . فهو نبي الرحمة ، وكان خلقه القرآن صلى الله عليه و سلم .

حُبب للنبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الفترة الاختلاء، صار يخلو في بيته ، ويذهب ويطوف بالكعبة ، ويخلو بالحرم؛ يجلس في الحِجر، ثم حُبب له أن يخرج ويخلو خارج مكة ، فهداه الله -عزوجل - إلى غار حراء . هذا الغار يقع على قمة جبل الآن اسمه {{ جبل النور }} . يبعد عن مكة مسافة 5 كيلو ، جبل مرتفع، صخوره ضخمة فوق بعضها البعض ، والصعود إليه مرهق ومتعب

[[ الكثير ممن ذهب حج أو عمرة زار ذلك المكان ، ويستغرق صعوده قرابة ساعتين ]] ، ومن الأعلى يجب أن تمشي في طريق ضيق وخطر حتى تصل إلى الغار .
و الغار عبارة عن تجويف ضيق في الصخر، يتسع لرجل واقف أو اثنين .. ويتسع لأربعة رجال جالسين . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتزل في غار حراء في شهر رمضان [[ ورمضان هذا الشهر كان معروفا عند قريش بهذا الاسم رمضان ]] . لماذا اختار الرسول شهر رمضان للاختلاء و التفكّر؟ كان إلهاما من الله من غير سبب إلهام ، كان في هذا الشهر يعتزل الناس في غار حراء وكان يتعبد فيه على تعاليم إبراهيم - عليه السلام -

يتوجه إلى الله خالق هذا الكون ويدعوه ويطلب إليه حثيثاً من قلبه أن يهديه إلى ملة إبراهيم الحنيفة .
كان يأخذ طعامه وشرابه و يتجه إلى الغار، ويبقى فيه عدة أيام ثم يعود لبيته . وكان أكثر وقته يجلس ويتفكر في خلق السماوات والأرض والكون ، ومنظر الجبال من الغار يساعد على التفكر .

[[ والحقيقة أن التفكر من العبادات التي نغفل عنها ، ولا يمارسها إلّا القليل جداً ]] ، وكانت السيدة خديجة تأتي أحيانا وتبقى مع النبي- صلى الله عليه وسلم - كانت خديجة تشعر أن هناك شأنا عظيما لمحمد زوجها ،وكان ورقة بن نوفل كل فترة يسألها ويستطلع عن أحوال محمد .

جعل الله للنبي – صلى الله عليه وسلم - التمهيد قبل نزول الوحي بفترة ، لماذا التمهيد ؟ لأنه سيقابل كائنا آخر ليس من الأرض ، وهو جبريل وحي السماء!! و استقبال الوحي من السماء ليس بالأمر الهيّن ، بل يحتاج لتمهيد . فأصبح - صلى الله عليه وسلم - لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح [[ يعني واضحة تماماً ، فتتحقق الرؤيا كما رآها تماماً ، مثلاً : فلان جاء يزورهم في البيت ، وكان معه كذا، ويقول كذا، ويحدث كذا ]]، فشعر- صلى الله عليه وسلم - أن هناك شيئا غريبا يحدث معه ، فلما صار يذهب إلى غار حراء ؛يخرج من مكة ويقطع البيوت و يبقى وحيداً، فيسمع الحجارة والشجر تسلم عليه ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

{{ إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث ، أني لأعرفه الآن }} .
كل هذا كان مقدمة لنزول الوحي ، فأصبح يشعر من نفسه أن له شأنا وأنه يراد به أمراً . يتبع . . .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم