الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-20, 07:39 AM   #49
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:08 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 41 »
السيرة النبوية العطرة (( نزول الوحي جزء 2 ))
__________

روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان أول ما بُدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد،

قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت:

ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال : " اقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " .

وفي شهر رمضان ، وعندما بلغ – صلى الله عليه وسلم – أربعين سنة ، كان يجلس في غار حراء يتعبد - صلى الله عليه وسلم - وكانت ليلة مظلمة ، لا ضوء للقمر فيها ، جاءه جبريل على هيئة إنسان ، وتقول الروايات إن النبي سمع صوتا يناديه : يا محمد ، فوقف عند باب الغار ونظر إلى الأعلى فإذا بجبريل بين السماء والأرض على صورة إنسان

فقال له : أنا جبريل ، وأنت رسول الله ، فدخل النبي للغار وجلس وهو يرتعد من الخوف ، حتى نزل جبريل ، ووقف على باب الغار ،
وقال جبريل : السلام عليك يا رسول الله ، أنا جبريل وأنت محمد رسول الله . فنظر إليه النبي وكان يرتعد من الخوف وقال : وعليك السلام . فقال جبريل : يا محمد .. اقرأ ..

قال النبي: ما أنا بقارئ .قال : فأخذني وغطني غطة شديدة [[ أي ضمة لصدره حتى خشيت أن أنفاسي تذهب أي أختنق ]] ثم أرسلني وقال : اقرأ . فقلت : ما أنا بقارئ ، فغطني الثانية ، ثم أرسلني وقال : اقرأ

فقلت : ما أنا بقارئ ، فغطني الثالثة ثم أرسلني وقال : اقرأ .. يقول النبي : فخشيت إن قلت له ما أنا بقارئ أن يكرر ضغطته هذه

فقلت له : ماذا اقرأ ؟؟ ماذا اقرأ ؟؟ فقال {{ اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ،الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم }} . ثم ارتفع جبريل .

يقول - صلى الله عليه وسلم - : ثم أخذتني الرعدة وشدة خوف
فنزلت من الغار [[ نزل - صلى الله عليه وسلم - ، من الغار وهو يرتجف من شدة الخوف ، والمسافة من الغار لبيت خديجة مسافة كبيرة ، والجبل مرتفع ، واتجه إلى بيته مباشرة ]]

وأتيت الدار ،فرأت ما به خديجة، فقالت : ما الخبر يا ابن عم ؟!!!
[[ ابن عم كلمة تودد عند العرب تقولها الزوجة لزوجها وإن لم يكن قرابتها ]]
فقال : دثروني دثروني ، زملوني زملوني [[ أي أريد غطاء ]] ،فأسرعت خديجة وأحضرت الغطاء و وضعته عليه ،وهو يرتعد - صلى الله عليه وسلم - فلما ذهب عنه الرعدة [[ القشعريرة ]]

سألته خديجة : ما الخبر ؟ فأخبرها - صلى الله عليه وسلم - ما حدث معه بالتفصيل

قالت : فوالله لا يخزيك الله أبداً {{ إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق }}

كلمات قالتها خديجة فأراحت بها قلب رسولنا الكريم ، بعد شدة ما حصل عند رؤية جبريل و ما نزل من الحق ،[[ انظروا إلى السيدة خديجة ما أعظمها من امرأة - رضي الله عنها وأرضاها -هي فعلاً نِعم الزوجة ، نسأل الله أن يجمعنا بك في الجنة، فالقلب قد اشتاق لكم جميعاً ]]

ثم قالت خديجة : أبشر، أنت رسول الله إلى هذه الأمّة ، انّ ابن عمي ورقة بن نوفل قد حدثني عن أمور أهل الكتاب الكثير الكثير .. فهل تأذن أن نذهب إليه فنسأله عن اسم {{ جبريل }} ؟ فخرج النبي وخرجت معه خديجة وذهبوا إلى ورقة بن نوفل ( وكان شيخا كبيرا قد طعن بالسن ، وقيل إنه أعمى أيضا ، كره عبادة الأصنام وتوجه إلى عبادة الله عن طريق أهل الكتاب ، وكان يؤمن أن هناك نبيا منتظرا آخر الزمان )

فلما دخلا عليه ، طلبت منه أن يستمع إلى نبينا – محمد صلى الله عليه وسلم - فقال ورقة : هاتِ يا محمد وتكلم يا خير قومه .فحدثه - صلى الله عليه وسلم - بكل ما حصل معه . فلما سمع ورقة قول النبي قام ووقف على قدميه إجلالاً للرسول ، وصاح .... قدوووس .. قدوووس !! هذا الناموس الأعظم كان يأتي موسى وعيسى عليهما السلام . تقول خديجة : ثم أخذ يتلمس رأس النبي [[ لأنه أعمى ]] ، فلما أحاط به وأمسك برأسه أخذ يقبّل رأسه . وقال : أشهد أنك رسول الله النبي المنتظر. ثم تنهد ورقة وقال : ليتني فيها جذعاً [[ يا ليتني أكون حيا ]] حين يخرجك قومك !!! فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مستغرب :أو مخرجي هم ؟ !!! قال ورقة : نعم . لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً .
فآمنت خديجة على الفور أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله ، .

ثم أعلن ورقة - رضي الله عنه إيمانه بالنبي ، [[ فأسلمت خديجة وأسلم ورقة مع أن النبي لم يكلف بعد بدعوتهم إلى الإيمان ]] .

ثم رجع النبي إلى داره وما لبث غير أيام .. حتى هلك ورقة ، وكان عمره قد تعدى المئة عام ، وكأن الله تعالى قد مد عمر {{ ورقة }} حتى يقوم بهذا الدور الهام جدا ،وهو تثبيت قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول يوم من أيام نزول الوحي عليه ، رضي الله عن ورقة بن نوفل ، فهو أول من آمن بالنبي و أول من صدّق بدعوته من الرجال .

بعد ذلك ينقطع الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم لمدة أسابيع، وهي التي يطلق عليها علماء السيرة {{ فترة الوحي }} .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم