الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-20, 07:13 AM   #51
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:08 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 43 »
السيرة النبوية العطرة (( فترة انقطاع الوحي ))

__________

لما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - كلام ورقة تشوق بعدها إلى الوحي وتشوق إلى جبريل ، وهذه حكمة الله البالغة - جل جلاله - من انقطاع الوحي فترة ، وحتى يذهب عنه الروع و الخوف أيضا ، ما أعظمه من خالق !! و ما أجمل لطفه !!! ]]

وقد اختلف العلماء في مدة انقطاع الوحي، وقد تكون قُرابة شهر حُبس فيها الوحي عن النبي منذ الليلة الأولى في الغار عندما قال له جبريل {{ اقرأ }} ،ثم ينتظر النبي جبريل أن يأتيه في اليوم الثاني لم يأت، ذهب إلى غار حراء ولم يأت ، وأخذ ينتظر ولم يأت ،وكل يوم يزداد شوقه لرؤية جبريل،هل من جديد ؟ لم يأت!!!!

كلّ ذلك من أجل أن يشتد شوق النبي - صلى الله عليه وسلم - للوحي ويكون قد ثبت ، وجهز نفسه - صلى الله عليه وسلم - ، ويكسر حاجز خوف الوحي من السماء إلى قلبه ، فلا تأخذه الرعدة .

يقول - صلى الله عليه وسلم - : ذهبت إلى غار حراء على أمل أن يأتيني جبريل ، فبينما أنا بالطريق وهممت أن أصعد الجبل إلى الغار ، وإذ به يناديني من السماء يا محمد !!! فنظرت إلى أعلى ، وإذا بجبريل بين السماء والأرض ، قد سد الأفق
[[ وفي هذه المرة كان جبريل على صورته الملائكية الحقيقية ]]
كما تقول بعض الروايات . والنبي - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل على صورته الحقيقة مرتين فقط ( كان يأتيه على صورة بشر) فكانت هذه المرة الأولى كما تقول بعض الروايات، والمرة الثانية ليلة المعراج عند سدرة المنتهى قال تعالى :

{{ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى }}

يُتابع النبي و يقول - صلى الله عليه وسلم – كما جاء في صحيح الإمام مسلم فيما رواه جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: "جاوَرْتُ بحِراءٍ شَهْرًا، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوارِي نَزَلْتُ فاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الوادِي، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أمامِي وخَلْفِي، وعَنْ يَمِينِي، وعَنْ شِمالِي، فَلَمْ أرَ أحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أرَ أحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا هو علَى العَرْشِ في الهَواءِ - يَعْنِي جِبْرِيلَ عليه السَّلامُ - فأخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ، فأتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَقُلتُ: دَثِّرُونِي، فَدَثَّرُونِي، فَصَبُّوا عَلَيَّ ماءً، فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ:

{ يا أيُّها المُدَّثِّرُ * قُمْ فأنْذِرْ * ورَبَّكَ فَكَبِّرْ * وثِيابَكَ فَطَهِّرْ * و الرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر* ولربك فاصبر } " والله تعالى أعلم .

ولربك فاصبر ؛ لأن الوحي سيكون ثقيلا على النبي في أول الأمر، هنا علم النبي أن المهمة شاقة ومتعبة ، وتذكر قول ورقة بن نوفل : {{ لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عُودي }}.

محمد يُعرف بين قومه بالصادق الأمين ، والآن سيأتيهم محمد الرسول من أجل أن يربيهم ويصلح حالهم ، ويمنع عنهم الرغبات المحرمة ... هنا سيصبح القوم ضده . . . {{ ولربك فاصبر }} هنا تهيأ النبي التهيئة النفسية من أجل أن لا يتفاجأ بما هو قادم ، لأنه سيجد تكذيبا من قومه وعداوة . . .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم