الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-20, 07:16 AM   #52
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:08 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 44 »

السيرة النبوية العطرة (( إسلام أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ))
__________

لما علم وأيقن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رسول الله إلى هذه الأمّة ، كان له صديق حميم ، وكان أحب الرجال إلى قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه {{ أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - }} . وكان يصغر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعامين

[[ يعني الآن عمر أبو بكر ٣٨ عام ]] ،وكان أبو بكر يعرف خُلق صاحبه محمد جيداً ، وكان أبو بكر خلوقا متواضعا وكريما ، ولا يقرب لأماكن الفساد ، وكان يخدم الناس . لم يسجد لصنم في حياته قط ، ولم يشرب خمرا قط لا في الجاهلية ولا في الإسلام ، فأراد النبي أن يقول سره لأقرب الناس له .

ذهب إلى أبي بكر، فوجده يطوف بالكعبة ،فأخذه النبي في خلوة خارج الازحام ، قال له : اجلس يا أبا بكر ، فجلس . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا أبا بكر هل تصدقني إن حدثتك ؟؟

قال : يا محمد، لم أجرب عليك الكذب قط، وإنك فينا الصادق الأمين . فقال له : هل تذكر إذ أنا أرغب عن آلهة قومي وأبحث عن ملة إبراهيم ورب هذه البرية ؟؟

قال : بلى ، أذكر يا محمد !! قال: يا أبا بكر، إن الله أكرمني ، وهداني إلى ملة إبراهيم ، وأوحى إلي ، و اختارني أن أكون رسول الله لهذه الأمّة . فقال له: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله ، لا أظن أن هذه الأصنام تنفع أو تضر .
[[ أبو بكر يجيب النبي فوراً ، انظروا ما أجمل أبو بكر - رضي الله عنه - ]]

قال أبو بكر : يا رسول الله ، ماذا يصنع من أراد الدخول في هذا الدين ؟ قال له الرسول : لقد دخلت يا أبا بكر.
[[ يعني المطلوب منك تقول لا إله إلا الله وتشهد أني رسول الله وها أنت قلتها ]] . قال أبو بكر : و ها أنا يا رسول الله أكررها :

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ، اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله . [[ فأخذ يكررها ويكررها ]] .
فقال له النبي : حسبُك حسبُك يا أبا بكر !!! [[ يعني يكفي أن تقولها مرة واحدة ]] هل رأيتم جمال أبو بكر - رضي الله عنه - ؟ أسلم من غير تردد .

هذا الموقف لم ينسه له وظل يتذكره - صلى الله عليه وسلم - يقول لأصحابه :
" ما دعوت أحد إلى الإسلام إلا كانت له كبوة [[ يعني تردد ، أو سكت وفكر قليلا ، تدبر بالأمر ]] ، إلا أبا بكر دخل في دين الله من أول لحظة علم فيها أنه يوحى إلي " .
وهل توقف أبو بكر عند الشهادة فقط ؟؟ لا، انظروا ماذا فعل !!

لما علم أن هذا الدين نجاة من النار، وفيه رضا الرحمن ، وبشرى بدخول الجنة ، ذهب مسرعاً إلى أحب الناس إليه من أصدقائه الذين يثق بهم ، من أجل أن يدعوهم إلى دين الله ، من باب المحبة ذهب إلى صديقه عثمان بن عفان ،وكان يثق به فدعاه ... فأسلم - رضي الله عنه - وذهب إلى عبد الرحمن بن عوف، فدعاه ... فأسلم - رضي الله عنه - وذهب إلى أبي عبيدة ودعاه ....
فأسلم - رضي الله عنه - وذهب إلى الزبير ودعاه .... فأسلم - رضي الله عنه - ،ثم ذهب إلى طلحة ودعاه .... فأسلم - رضي الله عنه - ،أسلم على يديه في يوم واحد خمسة رجال ، وهم من المبشرين بالجنة - رضي الله عنهم ، وكان لهم دور بارز في الدعوة ، و تثبيت أركان الدولة الإسلامية.

إن تحرك أبي بكر- رضي الله عنه - في الدعوة إلى الله تعالى، يوضح صورة من صور الإيمان بهذا الدين ، والاستجابة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - صورة المؤمن الذي لا يهدأ له بال، حتى يحقق في دنيا الناس ما آمن به، دون أن تكون انطلاقته دفعة عاطفية مؤقتة، سرعان ما تخمد وتذبل وتزول، فقد ظل نشاط أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وحماسه إلى دينه ودعوته حتى توفاه الله رضي الله عنه و أرضاه ، فهو بحق خير صاحب كما ذكره القرآن :

" إذ يقول لصاحبه " ، أسأل الله أن يختار لنا جميعا الصحبة الطيبة .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم