09-11-20, 06:58 AM
|
#54 |
| | | | | | | | | الهوايه » القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر | | | | |
هذا الحبيب « 46 »
السيرة النبوية العطرة (( إسلام زيد بن حارثة - رضي الله عنه – وأرضاه ))
__________
من هو هذا الصح
ابي الجليل {{ زيد بن حارثة }} ؟؟ ولماذا كانت قريش تناديه : زيد بن محمد ؟؟ زيد أصله عربي وليس من العجم ، واسمه زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب الكلبي . و العرب لا يبيعون أولادهم ، وكان الذين يبيعون أولادهم هم العجم ، فكيف أصبح زيد من الرقيق يُباع ويشترى ؟
قصة زيد بدأت عندما كانت أمه في زيارة عند قبيلة أهلها ، وكان العرب في الجاهلية يهجمون على بعضهم البعض كل فترة ، يسمى هذا الهجوم [[ غارة ]] فيأخذون السبايا ويقتلون وينهبون . [[ هكذا كانت العرب ، قبل أن يؤدبهم الإسلام ، كانوا أشداء على بعضهم البعض ،مثل صورتنا هالأيام ، أصبحنا لا نقوى إلا على بعضنا البعض ، لو إنسان مسلم مغترب في بلدك ، البعض يستقوي عليه بأهله وعشيرته، وإذا ابن بلد من عشيرة معروفة تحسب له ألف حساب ، هكذا أصبح البعض منا عندما انسلخنا من ديننا واتبعنا الغرب ]] . ...
هجمت عليهم قبيلة وقتلوا فيهم ونهبوا ، فكان زيد من ضمن هذا السبي ( وكلمة السبي تُطلق على النساء و الأطفال ) ، خطفوه من حضن أمه ، وكان طفلا في الثامنة من عمره تقريبا ، وذهبوا به ، إلى سوق عكاظ ، ليباع زيد مع الخدم .
فلما عرضوا زيدا للبيع ، كان في السوق رجل يقال له {{ حكيم }}
تكون السيدة خديجة - رضي الله عنها - عمة حكيم ، فاشترى حكيم من السوق أكثر من خادم ومن ضمن العبيد الذين اشتراهم
{{ زيد بن حارثة - رضي الله عنه - }} . و كانت خديجة متزوجة حديثا من رسول الله .فلما وصل حكيم لمكة ، ذهبت السيدة خديجة تزور ابن أخيها حكيم وتسلم عليه ، فلما سلمت عليه وجلست معه وقبل أن تمشي ، أراد حكيم أن يكرم عمته ويعطيها هدية ، وسبحان الله كيف ألهمها الله إلى اختيار زيد ،مع أن زيدا في الشكل لم يكن أجمل العبيد {{ قصير ، أسمر ، شديد السمرة ، أفطس الآنف }} لم تختره خديجة لجمال شكله ، لماذا اختارته خديجة ؟
[[ حتى السيدة خديجة لا تدري ، إنها إرادة الله ، فالأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، وسيكون له شأن في الإسلام ، فالله هو المدبّر لكل شيء ]] .
أخذت خديجة زيد بن حارثة وذهبت به إلى الدار، فلما دخلت به إلى البيت، قال لها النبي : من هذا ؟!!!
[[ طبعا هذا الكلام قبل نزول الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ]] قالت : غلام أعطاني إياه ابن أخي حكيم هدية . فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه ، نظرة شفقة ورحمة
[[ طفل صغير يُحزن القلب ]] ، ثم وضع يده على رأس زيد بكل لطف وشفقة وقال لزيد : يا غلام أتعرف أباك ؟ قال : نعم ، أنا زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب الكلبي ، فنظر النبي إلى خديجة وقال : أجل ، إن دمه عربي وروحه تدل على ذلك .
فقالت خديجة : أني أراه قد شد انتباهك يا محمد وأنا أهبه لك، وأجعل رقبته في يديك فأصنع به ما تشاء . فأخذه النبي ثم نظر إليه - صلى الله عليه وسلم - وقال : يا غلام أنت حر من اليوم !!!
إن شئت أقم في بيت محمد معززاً مكرماً وإن شئت أن ترجع إلى أهلك فارجع . [[ صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله ، يا من أرسلت رحمة للعالمين ]] ، فلما رأى زيدا هذه الرّقة والحنان والرحمة من رسول الله ، قال له : بل أبقى معك . وأقام زيد في بيت النبي حرا لا خادما ولا مملوكا .
[[ وهذا الكلام قبل نزول الوحي ، ولم يكن هناك تشريع ولا وحي ولا فرض الحجاب وما في حرج أن يختلط زيد بأهل البيت ]] .
ومازال يتربى زيد ويتعلم من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - مكارم الأخلاق ، وأحبه النبي كثيراً ، فزيد - رضي الله عنه - كان خفيف الظل خفيف الروح [[ شخصيته محبوبة]] وكان مخلصا في خدمة النبي - صلى الله عليه وسلم - . ومضت الأيام ،وكان أهل زيد يبحثون عنه بين العرب ، وسمع أبوه أن زيدا في مكة عند رجل اسمه محمد بن عبدالله ، فلما قابل النبي قال له :
يا محمد يا ابن سيد قومه ، إنكم أهل حرم ، تفكوّن العاني ، وتطلقون الأسير، وتعينون على مواقف الدهر ، ولقد أتينا نفدي ولدنا . فقال له النبي : ألا لكم في خير من هذا
[[ يعني أحسن من أنكم تدفعوا فلوس وتحرروا ابنكم أعطيكم خيارا أفضل ]] قالوا : وما هو ؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - له و لمن معه : نرسل إلى زيد ، ثم نخيره فإن اختاركم فهو لكم .
[[ هم لا يعلمون أن ابنهم حر طليق من أول يوم كان عند الرسول ]] وإن اختارني، فما أنا بالذي يختار على ما يختارني فصاح عمه لزيد وقال : أنصفت وعدلت وزدت بالعدل . فأرسل النبي شخصا يحضر زيدا ، و النبي جالس ولم يفارق مجلسهم ،فلما جاء زيد نظر فرأى أباه وعمه فعرفهم ، وذهب مسرعاً نحوهم ، وعانقهم .
ثم قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا زيد، القوم قدموا لفدائك وأنا أخيّرك بيني وبينهم؛ فإن اخترتهم فأنت لهم بلا فداء ، وإن اخترتني كان لي معك شأن آخر.
فنظر زيد إليهم وقال : ما أنا بالذي اختار عليك أحدا ، أختارك أنت يا أبا القاسم .
فصاح عمه وأبوه !!!! وقالوا : زيد ، زيد !! لا أمك لك [[ شتيمة مؤدبة عند العرب تعني بأيامنا ، تعدمك أمك ]]
أتختار العبودية على الحرية ؟ !!! فقال لهم زيد وقد وأشار إلى النبي بيده : لو عرفتم هذا الرجل وعشتم معه لاخترتم أنتم أن تكونوا عبيدا عنده !!! هل تعلمون أنه أعطاني حريتي من اليوم الأول وأنا أعيش في بيته كواحد من أهله ؟؟
فأمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد زيد وقام ووقف في صحن الكعبة ، ونادى : يا معشر قريش ومن حضر من العرب هنا ، اشهدوا أن زيدا
{{ ابن محمد يَرثني وأرثه }}.
هو من اليوم ابني
[[ وكانت من عادة العرب التبني قبل أن ينزل الوحي والقرآن ويبطل التبني ]]
وأصبح زيد بن محمد من أشراف العرب ، ففرح أبوه وعمه ، وعادوا إلى ديارهم مطمئنين لمصير ابنهم . ولما نزل الوحي على رسول الله ، كان زيد بن حارثة أول من أسلم مع الصحابة الكرام السابقين إلى الإسلام . وعندما نزل قوله تعالى : { ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ } ، بطل التبني ، و عاد زيد لاسمه الأول ،
وزوَّجه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من زينب بنت جحش ، ثم انفصلا بسبب تعثُّر الحياة الزوجية بينهما . استشهد زيد - رضي الله عنه - في غزوة مؤتة ، وقد بكى عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم – بكاء شديدا حزنًا عليه وشوقًا له .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم
|
| |