الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-20, 06:50 AM   #56
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:22 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 48 »

السيرة النبوية العطرة (( وأنذر عشيرتك الأقربين ))
__________

كان النبي -صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى الله سرّا مدة ثلاث سنوات ، ولكن مع ذلك تسربت الأخبار بين قريش أن محمداً يُكلم من السماء ويدعو لدين جديد ، كان كل ما مر - صلى الله عليه وسلم - من أمام جماعة من قريش يقولون بين بعضهم البعض : انظروا إلى غلام بن عبدالمطلب ، يقول إنه يُكلم من السماء [[ ولم يكن الأمر عندهم ذا أهمية ]] ،

فلما أنزل الله عليه {{ وأنذر عشيرتك الأقربين }} هنا بدأت الدعوة جهرية ، ولكن البداية مع عشيرته صلى الله عليه وسلم .

لماذا : وأنذر عشيرتك الأقربين ؟ لأن هناك حبًّا فطريًّا لشخص الداعية من الأقربين؛ وبهذا فإن الأقربين من المتوقّع أن يكونوا هم الأقرب إلى الاستجابة؛ كذلك دعوة الأقارب مسؤولية أُولى على الداعية؛

لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ". ومن هنا جاءت أهمية صلة الرحم، ودعوة الأقربين، و سيكون أيضا في حماية قبيلة تُدافع عنه، وتتبنَّى قضيته . فلما نزلت عليه الآيات ، فعلاً كان يحمل - صلى الله عليه وسلم - حملا ثقيلا يصعب تحمله ، فأخذ يفكر كيف يبدأ بدعوة بني عبدالمطلب إلى الله ؟؟


الرواية الأولى الأقوى في سندها حول " و أنذر عشيرتك الأقربين "
عندما نزلت الآية ، وقف عليه الصلاة و السلام أمام جموع الناس قائلا : يا مَعْشَرَ قريشٍ ! اشْتَرُوا أنفسَكم من اللهِ ، لا أُغْنِي عنكم من اللهِ شيئًا ، يا بني عبدِ مَنَافٍ ! اشْتَرُوا أنفسَكم من اللهِ ، لا أُغْنِي عنكم من اللهِ شيئًا ، يا عباسُ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ ! لا أُغْنِي عنكَ من اللهِ شيئًا ، يا صفيةُ عَمَّةَ رسولِ اللهِ ! لا أُغْنِي عنكِ من اللهِ شيئًا ، يا فاطمةُ بنتَ مُحَمَّدٍ ! سَلِينِي من مالي ما شِئْتِ لا أُغْنِي عنكِ من اللهِ شيئًا .


الرواية الثانية المرسلة في سندها حول " و أنذر عشيرتك الأقربين "
لما نزلت عليه " و أنذر عشيرتك الأقربين " اشتدَّ ذلك عليه وضاق به ذرعًا، فجلس في بيته كالمريض، فأتته عمَّاته يَعُدْنَه، فقال: مَا اشْتَكَيْتُ شَيْئًا وَلَكِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُنْذِرَ عَشِيرَتِي الأَقْرَبِينَ. فقلن له : فادعُهم، ولا تدعُ أبا لهب فيهم فإنه غير مجيبك !!!

لماذا ؟ لأن عمات النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرفن أخاهن أبا لهب و زوجته !!! أبو لهب يسمع كلام زوجته [[ يعني شخصيته صفر أمام زوجته ،كما نقول اليوم تعال تعال ، روح روح ،خشخيشة بأيدها ]] ،

ويعلمن أيضا أن زوجته [[ أم جميل ]] إذا ذُكر محمد أمامها تغضب بسبب الغيرة والحقد ، لأن عشيرتها من بني عبد شمس ، تكون وهي أخت أبي سفيان ، وتغار من عشيرة محمد ، وتعتبر عشيرتها أفضل منهم وما كانت تحب أن ترى الخير فيهم ، وزادت الغيرة لمّا علِمت هي وزوجها أن محمدا جاء بدين جديد .
[[مثل غيرة بعض النساء اليوم من أولاد اسلافهن ]] .

وكانت زوجة أبي لهب ، بذيئة اللسان ، وصوتها عالي ، وأبو لهب يطيعها بكل ما تقوله ، وهي مسيطرة على أخيهن أبي لهب ، وأبو لهب سيقول ما يرضي زوجته ، لهذا نصحن النبي ألا يدعو أبا لهب .

لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مأمور من الله أن ينذر عشيرته ، وأبو لهب عمه و من عشيرته الأقربين . فلما وصلت الدعوة لأبي لهب سألته زوجته : إلام يدعوكم محمد ؟؟ [[ ما مناسبة العزيمة ]]

قال : لا أدري لعله من أجل هذا الدين الجديد !! قالت له : إياك ثم إياك ، خذ على يده قبل أن تأخذ على يده العرب .

[[ يعني امنعه وضع له حدا ، . . . و أنا أنصح نساء الأمّة المحمدية إياكنّ أن تحملن صفات حمالة الحطب ، و تخلّصن من طباع الحقد والغيرة إذا وجدت فيكن ، لأنها ستؤدي إلى خراب البيوت ]]
فكان أبو لهب أول رجل يستشير زوجته قبل أن يُلبّي الدعوة .
تقول الرواية : أَولَم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وليمة لقومه [[ عمل عزيمة لأهله ]] ودعا إليها ما يقرب من 40 رجلا من بني هاشم وأعمامه وأبناء عمومته وأبنائهم ، وذبح لهم جدي !!! تقول الرواية : لقد أكل القوم وشبعوا ، وزاد من الطعام بقية [[ ببركته - صلى الله عليه وسلم - ]] .

فلما حضروا وأكل القوم وشبعوا ، أخبرهم – صلى الله عليه وسلم – أنه رسول الله إليهم و إلى الناس كافة ، و أنه الصادق الأمين في قوله .... بعض الجالسين تكلم معه كلاما مهذّبا ، بينما أبو لهب قال : اسمعوا يا بني هاشم ، خذوا على يده قبل أن تأخذ العرب على يده .

[[ مثل ما برمجته حمالة الحطب ]] ، واللات والعزى لا ندعه يسفه دين عبد المطلب !!! فاحتد النقاش ، وانصرف القوم خشية تفاقم الوضع ، وذهبوا دون نتيجة .

واستمر أبو لهب و زوجته في إيذاء النبي من أول يوم دعا فيه إلى دين الله . . .
يتبع . . .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم