الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-20, 07:54 AM   #57
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 49 »

السيرة النبوية العطرة (( تبت يدا أبي لهب ))

__________
أول من تصدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - في دعوته جهراً لعشيرته خاصة {{ أبو لهب و زوجته حمالة الحطب }} ، وماهي إلا أيام ، حتى أنزل الله عليه أن يجهر بالدعوة لكافة الناس ، قال تعالى :

{{ فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين }} .

ففي صبيحة يوم وقريش جالسون في أنديتهم ، صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جبل الصفا
[[ وكان من عادة قريش أي رجل أراد أن يستغيث أو ينذر يصعد على جبل الصفا ، الذي ذهب للعمرة يعرف جبل الصفا ]]
ثم نادى بأعلى صوته - صلى الله عليه وسلم - : يا بني فهر ، يا بني كذا ، يا بني كذا ، وينادي على بطون قريش ، فلما سمع الناس الصوت، أخذوا يهرولون إلى الصفا ويقولون :

هذا صوت الصادق الأمين ! هذا صوت محمد !! والذي عجزعن الحضور ، كان يرسل رجلا آخر مكانه يستطلع له الخبر !! وما زال - صلى الله عليه وسلم - ينادي حتى ازدحم الناس عنده والكل يريد أن يسمع ما الأمر ؟!!
وإذا بالحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ينظر فيهم ويقول :
يا معشر قريش !!أريتم لو أحدثكم أن خلف هذا الوادي خيل تريد أن تغير عليكم .. أكنتم تصدقوني ؟ [[ يعني لو حذرتكم أن هناك عدوا يريد أن يغزو عليكم هل تصدقوني ؟ ]] قالوا :ما جربنا عليك الكذب ، وإنك فينا لصادق أمين !! قال : فإنّي رسول الله إليكم . فقاطعه أبو لهب مباشرة ، وصرخ بصوت عال : ألهذا جمعتنا ؟ تبا لك سائر اليوم !!!


فلما رأى الناس عمه أبا لهب يصرخ عليه ، ويتهجم عليه ، انفضوا من المكان دون أن يكمل كلامه - صلى الله عليه وسلم - أو يوصل لهم أية فكرة . فوقف حزينا على الصفا - صلى الله عليه وسلم - وإذا بجبريل من فوق سبع سماوات يتنزل بقوله تعالى :

{{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ، سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ، وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ، فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ }}

تبت يدا أبي لهب وتب [[ أي هلكت يده ، و ليس يده فقط التي هلكت ، ولكن كله من رأسه لأسفل قدمه قد هلك ]]

إنه كلام الله العلي العظيم الذي يعلم الحاضر والمستقبل ، ويعلم ما كان ، ويعلم ما يكون ، ويعلم ما سيكون ، يعلم أنّ أبا لهب لن يؤمن بدعوة النبي – صلى الله عليه وسلم - و أن أبا لهب وزوجته لن يهتديا ولا يمكن لها أن يهتديا ، لأن فيهما عزة نفس وكبرياء ، ولأن الكفر عناد ، وانتشرت هذه الآيات بين أصحاب الرسول الكريم ، وصار الناس يتناقلونها ، حتى صار الأطفال الصغار من أبناء قريش يرددونها .

فلما سمعت زوجة أبي لهب [[ حمالة الحطب ]] الناس يرددون هذه الآيات ويذكرونها . اشتعلت من الغضب ، واتجهت نحو الكعبة . . .
يتبع . . .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم