الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-20, 07:10 AM   #59
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 51 »

السيرة النبوية العطرة (( حمالة الحطب ، وبنات النبي - صلى الله عليه وسلم -))
__________

زوجة أبو لهب أم جميل [[ حمالة الحطب ]]

لم تكتف في رغبتها بإيذاء {{ الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - }} ، بعد نزول سورة المسد ، وقد نالت منها الآيات ومن زوجها و وصفها القرآن بحمالة الحطب ،فرجعت مسرعة إلى من يشفي حقد قلبها ، إلى زوجها المطيع أبي لهب ، فقد كان لأبي لهب ثلاثة أولاد ذكور عتبة ، عتيبة ، ومعتب ، وله بنت واحدة ، كلهم أسلموا إلا عتيبة مات على الكفر،

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الوحي قد زوج ابنته رقية لعتبة ، وزوّج أم كلثوم لعتيبة . جاءت إلى أبي لهب وهي غاضبة وقالت : يا أبا لهب ، أيرضيك أن محمدا هجانا ؟؟ وظلت تحرضه على النبي ، وطلبت منه أن يجبر أولاده على طلاق ابنتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما حضر عتبة وعتيبة وقف أبو لهب [[ الزوج المطيع ]] وقال: رأسي من رأسكما حرام إن لم تُطلقا ابنتي محمد [[ يعني أتبرأ منكم ]] ففارقا ابنتي النبي - صلى الله عليه وسلم – رقية و أم كلثوم .

الرسول - صلى الله عليه وسلم - صحيح هو نبي الله ، ولكن لا ننسى أنه بشر وأب ، ويحب بناته ، ويحزن لحزنهن ، والكل سيتكلم في قريش عن طلاق ابنتيه ، والكثير سيشمت ، وسيكون حديث الناس ، أريتم عمه لا يرضى لأبنائه أن يتزوجوا من بنات ابن أخيه ؟؟ ومع ذلك فقد أكرم الله - عز وجل - نبيه - صلى الله عليه وسلم - و سرعان ما أبدل رقية - رضي الله عنها زوجا عظيما جليلا هو {{عثمان بن عفان - رضي الله عنه - }}

الرجل المؤمن ذو الجاه والشرف والمال .[[ كان عثمان كثير المال . أتذكرون حادثة الفيل وأبرهة ؟؟ لما نزل عقاب الله عليهم ؛ تركوا متاعهم وأموالهم غنيمة لقريش ، أبو عثمان ممن اغتنم من جيش أبرهة الكثير ، ولما مات ورث ابنه عثمان أمواله ]] .
وبعد وفاة رقية تزوج أم كلثوم ، لذلك سُمي عثمان بن عفّان {{ ذو النورين }} رضي الله عنه وأرضاه .

وقد ورد في بعض الروايات : إنّ ردّ عتيبة بالانتقام لأمه كان شرسا ، فقد جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما طلق ابنته وتهجم على النبي و آذاه بالسب و الشتم ( طالع لأمه ) وقال له : يا محمد إني كافر بما أنزل إليك و إنّي قد فارقت ابنتك ، ورد عليه ابنته . وتقول الرواية إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم – رفع يديه إلى السماء وقال : {{ اللهم سلط عليه كلبا من كلابك }} وكان أبو طالب موجودا ، فلما سمع دعاء النبي وجم ،

[[ أي تيبس مكانه وفتح عينيه من الصدمة ]] ، لأنه يعلم أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - إذا دعا فقد وجب . ثم رجع عتيبة إلى أبيه أبي لهب يرتجف من الخوف ، وأخبره بما حدث ففزع أبو لهب وقال : واللات والعزى إني لا آمن عليك دعوة محمد !!
ومضت الأيام ، و يخرج عتيبة مع أبيه أبي لهب مسافرا إلى الشام في جماعة من قريش ، في الطريق أرادوا أن يناموا ، وكان هناك منزل قريب منهم يسكنه راهب ، فنظر إليهم الراهب من شرفة منزله قائلا : يا قوم ، إن هذه الأرض مسبعة !! [[ يعني يعيش فيها الأسود ، انتبهوا ]] ، وسُمّي الأسد كلبا لأنه إذا بال رفعه رجله وإذا جلس بسط ذراعيه.

فقال أبو لهب لأصحابه : أعينوني يا معشر قريش هذه الليلة، فإنّي أخاف على ابني دعوة محمد . قالوا : نفرش لعتيبة فراشه ، ثم نفرش فراشنا حوله ،ثم نضع متاعنا حولنا ، ثم ننيخ الجمال حولنا . [[ يعني دائرة ، عتيبة في المنتصف ، الناس حوله دائرة والمتاع حولهم وبعدين الجمال ، ونخلي نظرنا عليه ]] .
وعندما نام القوم ،جاء أسد فإذا هو فوق رأس عتيبة ، فافترسه وحطم رأسه . فقال أبوه وهو يبكي لموت ابنه : قد عرفت والله ما كان ليفلت من دعوة محمد.

إنها دعوة رسول الله يا أحبائي ، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم .
ومما زادني شرفا وتيها ... وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي .. وأن صيرت أحمد لي نبيا


إيذاء أبي لهب للنبي " صلى الله عليه وسلم "
لم تكتف حمالة الحطب بتحريض أبناءها على تطليق بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - وظلت توسوس في عقل أبي لهب على رسول الله : إياك أن تترك محمدا، خذ على يده ، امنعه ، ستقوم عليكم العرب ، أنت عمه أولى الناس به فلما جهر - صلى الله عليه وسلم -
بالدعوة إلى الله قرر أبو لهب أن لا يتركه وشأنه ، فكلّما أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يمشي ويدعو الناس إلى دين الله ؛ كان يمشي أبو لهب وراءه في كل خطوة ويقول : يا معشر الناس، تعلمون أني عمه ، وأنه ابن أخي ، وأنا أعلم الناس به ،إنّ به مس من الجن ، إنه كذا وكذا، لا تصدقوه !! فكان يحاول دائما أن ينفر الناس من الرسول
- صلى الله عليه وسلم – فيقول الناس :
[[ إذا كان عمه أقرب الناس إليه يقول عنه ذلك ؟!! ]] فينفر الناس من حول النبي - صلى الله عليه وسلم - . وأصر أبو لهب على كفره ، إلى أن مات أبشع ميتة ، فبعد معركة بدر وصله خبر أن قريشا قد هُزمت ، فاغتاظ و انقهر،فوقف يسب النبي- صلى الله عليه وسلم - أمام " أم الفضل رضي الله عنها " [[ زوجة العباس ]] ، كانت مؤمنة وقد كتمت إيمانها ، فقامت إليه [[ لم تستطع أن تصبر عليه وهو يسب النبي أمامها ، لم تتحمل ]]
وأخذت عامود الخيمة وضربته به فشجت رأسه
[[ يعني فتحت رأسه ]] ، ومع هذا الضربة والقهر الذي هو فيه ، ابتلاه الله بمرض معد فصار الناس يهربون منه ، وجلس في بيته ، ولا أحد يستطيع أن يقترب منه حتى أولاده ، خوفاً من أن يعديهم . فلما مات خافوا أن يقتربوا منه حتى لا تصيبهم العدوى منه ، فقال أولاده لخدمهم من العبيد : اردموا داره عليه [[هدوا البيت على جسده ]] ،
ثم احضروا التراب ووضعوه فوق حطام البيت ، كي لا تخرج رائحته . [[ يعني إهانة في الدنيا وسوء خاتمة ، وله في الآخرة عذاب أليم ]] .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم