الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-20, 07:13 AM   #62
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:08 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 54 »

السيرة النبوية العطرة (( تعذيب آل ياسر ))
__________

بدأت قريش بتنفيذ ما اتفقت عليه في دار الندوة ، كل قبيلة تعذب من كان تحت يدها ممن أسلم ودخل في دين محمد ، وآل ياسر من السابقين إلى الإسلام : {{ الأب }} ... ياسر - رضي الله عنه - {{ الأم }} ... سمية - رضي الله عنها - {{ الابن }} .. عمار - رضي الله عنه - هذه أول أسرة أسلمت بالكامل ، وأول عائلة جهرت بالإسلام . سمية وزوجها ياسر – رضي الله عنهما – كانا قد تجاوزا الستين من العمر ، وهما أول من استشهد في سبيل الله . وكان نصيب آل ياسر التعذيب على يد فرعون هذه الأمّة الملقب على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - ((بأبي جهل)) .

[[ الكثير من المسلمين يعتقدون أن أبا جهل عم النبي ، لا . أبو لهب عم النبي ، أبو جهل من بني أمية ، والنبي من بني هاشم ، أبو جهل كان يُعرف في قريش بأبي الحكم ، لأنهم كانوا يعتبرونه صاحب الرأي السديد ، ولما تبين جهله سماه النبي - صلى الله عليه وسلم -

(( أبا جهل )) أما اسمه الحقيقي {{ عمرو بن هشام }} ]] . وكان أبو جهل ، إذا سمع برجل قد أسلم جُنّ جنونه ، فإذا كان هذا الرجل له شرف ومنعة أنّبه وخزاه ، وإذا كان تاجرا يتوعده بمقاطعة مكة لبضاعته ، وإن كان هذا الرجل ضعيفا لا عشيرة له ، كان يضربه ويتسلط عليه بالعذاب .

آل ياسر من الفئة الضعيفة ، التي لا حول لها ولا ناصر من الخلق ، لم يرحم أبو جهل شيبة الشيخ ولا ضعف المرأة ؛ كان يلبسهم الدروع من الحديد ، ثم يأمر عبيده أن يضعوهم تحت أشعة الشمس الملتهبة ، فتجف حلوقهم وتتيبس عروقهم ، وتتشقق جلودهم ، فتسيل منهم الدماء ، وفي اليوم الثاني يعيد معهم الكرة مرة أخرى . وكان - صلى الله عليه وسلم - يدعو الله لهم بالثبات ، فلما جاء اليوم الذي أخبره الله به بأن آل ياسر سيكونون شهداء وقد اشتد العذاب عليهم ؛ سعى - صلى الله عليه وسلم - إليهم ، ووقف أمام ياسر وزوجته وهما يُعذبان فقال : {{ صبراً آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة }}

[[ بمعنى : اصبروا ؛ فقد ذهب الكثير لم يبق إلا القليل ]] .
في ذلك اليوم ، جاء إليهم أبو جهل ، وهو لا يعلم أن النبي قد جاءهم ، جاء أبو جهل وقد يئس وملّ من تعذيبهم ويريد أن ينتهي منهم ،إما أن يرضوه بكلمة الكفر وشتم النبي فيطلق سراحهما أو أن يقتلهم ،جاء يحمل في يده [[ صنما صغيرا ]] قال : يا ياسر، قل بعزة اللات أطلق سراحك [[ بس ها لكلمة ما بدي منك شي ]]، وكان ياسر مربوطا على جذع نخلة ، فأدار وجهه وقال : لا إله إلا الله. فيأتيه أبو جهل من الجهة الأخرى: قل هُبل [[ بس انطق كلمة هُبل ]] يدير وجهه إلى الجهة الأخرى ويقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله . فلما يئس أبو جهل من ياسر ؛ أخذ حبلا من ليف ووضعه على عنق ياسر، وأخذ يجدله على عنق ياسر حتى فارق الحياة إلى جنات الخلد .

اشتد غضب أبي جهل أكثر وأكثر لأنه لم يستطع أن يثني عبدا مملوكا عنده عن دين الإسلام ، بل دفع هذا العبد روحه ثمنا لذلك . ثمّ جاء إلى زوجته سمية ، طلب منها أن تنال من النبي ودينه بالسب و الكفر كما فعل مع زوجها ، لكنها لم تستجب

[[ امرأة عجوز ضعيفة مع كل ها العذاب وهي صابرة محتسبة عند الله ]] ، فوضع أبو جهل صنمه الصغير في فم أم عمار، وأخذ يدلك فمها بالصنم الصغير قائلا : قولي هبل ، سبي محمدا أطلق سراحك . فجمعت ريقها حتى امتلأ فمها وبصقت في وجهه ،وصرخت عليه بأعلى صوتها :

يا عدو الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، فغضب أبو جهل وأمرعبيده أن يربطوا إحدى رجليها ببعير والأخرى ببعير آخر ، ثم أخذ حربته وطعنها في مكان عفّتها إلى أن فاضت روحها شهيدة إلى جنات الخلد .
أمّا ابنهما ( عمار ) فقد شددوا العذاب عليه بالحرِّ تارة، و بوضع الصخر على صدره تارة أخرى، وبغطّه في الماء حتى كان يفقد وعيه، وقالوا له‏ :‏ لا نتركك حتى تسب محمدًا، أو تقول في اللات والعزى خيرًا، فوافقهم على ذلك مُكْرَهَا فتركوه.

فلما أتى إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ما وراءك؟ قال عمّار: شر يا رسول الله !! ما تُرِكْتُ حتى نِلْتُ منك وذكرت آلهتهم بخير، قال: كيف تجد قلبك؟ قال: أَجِدُ قَلْبِي مطمئناً بالإيمان، قال: فإن عادوا فعد، فأنزل الله تعالى " : مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم