الموضوع: مسلة ميشع.
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-20, 03:12 PM   #4
الشيخ حكيم

الصورة الرمزية الشيخ حكيم
!حفظه الله ورعاه!

آخر زيارة »  04-17-22 (08:45 PM)
المكان »  الأردن
الهوايه »  لا شيء مهم..

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




قبل 150 عامًا، في ذيبان بمادبا، اكتُشفت قطعةٌ أثريّة تُعرف بمسلّة ميشع، أو حجر مؤاب. أثار النقش المكتوب على هذه القطعة الأثريّة انتباه عدة قنصليات أوروربيّة، فسعت، في حربٍ دبلوماسيّة للحصول عليها. كانت الكتابة تُعتبر من قبل الباحثين في التوراة أهمَّ نصٍ يتحدث عن اليهود من القرن التاسع قبل الميلاد. خرجت هذه القطعة من الأردن إلى متحف اللوفر، ويطالب بها أردنيون منذ سنوات، لكنّها ما تزال هناك في اللوفر، فهل يسمح القانون الدوليّ والاتفاقيّات الدوليّة باسترجاعها؟

حجرٌ لا يُقدّر بثمن

وصف أحد محرري صحيفة هآرتس العبرية اكتشاف المسلّة بأنه «كنزٌ أثريٌّ لا يُقدّر بثمن، من شأنه أن يُعيد النظر بتاريخ الكتاب المقدس وإسرائيل القديمة»، وكان المؤرخ والفيلولوجي الفرنسيّ أندريه لومير، قال: «يُثبت هذا النقش بسهولة، أهميّة إسرائيل واليهود»، ويُشير إلى استياء العُلماء الحديثين الذين يؤكدون ألا شيء في الكتاب المقدس يُمكن أن يكون دقيقًا بعد العثور على هذه المسلّة.

هكذا، ستكون هذه المسلّة إلى جوار نقوشٍ أخرى، وُجدت في فلسطين والأردن مدار ارتكاز في تدعيم الرواية التوراتيّة من قبل باحثين يؤمنون برواية التوراة للوجود الإسرائيليّ في المنطقة، ويستخدمونها سياسيًّا في السجال على أحقيّة وجود «إسرائيل».

النقش على المسلّة مكوّنٌ من 34 سطرًا، تعود تقديريًا إلى العام 850 قبل الميلاد، وبهذا تُعتبر الأقدم لناحية ذكر بني إسرائيل والمؤابيين، وهو يتحدّث على لسان ميشع ملك مؤاب، عن حروبه مع ملك إسرائيل و«ابنه من بعده، وهو آخاب بن عمري الذي لا يذكره النقش بالاسم». وقد ذكر نص الملوك، في العهد القديم من الكتاب المقدس، تفاصيل العلاقة بين ملك مؤاب ميشع مع ملك إسرائيل: «وكان ميشع ملك موآب صاحب مواشٍ، فأدى لِملك إسرائيل مئة ألف خروف، ومئة ألف كبش بصوفها». لكنه عصى ملك إسرائيل عند موت آخاب، فخرج لمحاربته كل من الملك يهورام ويوشافاط.

لكن، لكمال الصليبيّ رواية غريبة نوعًا ما عن العديد من التفسيرات، تدعي بأنَّ «البيئة التاريخيّة للتوراة لم تكن في فلسطين بل في غرب شبه الجزيرة العربيّة بمحاذاة البحر الأحمر». استنادًا إلى هذه الرواية، فإنَّ ما يورده نصّ المسلّة بترجمة مغايرة للصليبيّ «إنَّ الحُروب التي جرت بين إسرائيل ومؤاب والتي يتحدّث عنها النقش إنما جرت في الحجاز وليس في شرق الأردنّ (…) والواضح من القصّة التي يرويها نقش ميشع أنَّ هذا الملك المؤابيّ كانت مملكته الأصليّة في الحجاز، وقد اضطر للجلاء عنها بعد أن عانى الهزائم المُتكّررة فيها على أيدي عمري ملك إسرائيل وابنه آخاب، فأقام لنفسه مملكة جديدة في شرق الأردنّ».

بعيدًا عن صراع التفسيرات وتوظيفاتها، تُعتبر مسلّة ميشع من النصوص النادرة من القرن التاسع قبل الميلاد، ووفقًا لخبراء الآثار إنَّ «النصوص التاريخيّة قليلة جدًا من هذه الفترة، والمسلّة تُعتبر من أطول النصوص التي تمَّ الكشف عنها حتّى الآن».