الموضوع: مسلة ميشع.
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-20, 03:19 PM   #6
الشيخ حكيم

الصورة الرمزية الشيخ حكيم
!حفظه الله ورعاه!

آخر زيارة »  04-17-22 (08:45 PM)
المكان »  الأردن
الهوايه »  لا شيء مهم..

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





كانت الأرض الأردنية على مر الزمن مطمعاً للعديد من الغزاة، لما لها من أهمية جيوسياسية، ولمرور أهم الطرق التجارية فيها، كما أنها عقدة الشرق القديم، فليس من الممكن أن تحظى بنفوذ دون أن تسيطر على هذه الأرض، أو أن تعقد العلاقات مع أهلها.

وكباقي الممالك الأردنية القديمة مرّت مملكة مؤاب الأردنية بمراحل من الضعف والقوة، وخاضت النزاعات مع جيرانها من امبراطوريات وممالك طامعة بأرضها، خضعت أحيانا، وسيطرت على أجزاء من أراضي أعدائها أحيانا أخرى.

قبيل حكم الملك المؤابي الأردني ميشع، مرّت مملكة مؤاب الأردنية بأحد مراحل ضعفها، وكانت خاضعة لمملكة اسرائيل بطريقة غير مباشرة، حيث احتلت مملكة اسرائيل أجزاءً من أرض مؤاب الأردنية، كما فرضت عليها نوعا من الجزية، وقد ذكر الملك الأردني المؤابي ميشع في مسلته أن ملك اسرائيل قد اضطهد مؤاب ” لأن كموش أعانني على قهر كل الملوك، ولأنه أشمتني بكل أعدائي المبغضين. أما عمري ملك اسرائيل، فقد اضطهد مؤاب طويلا، ذلك لأن كموش أضحى مكروها”، ومن الواضح من نقش الملك العظيم ميشع، أن الاسرائيليين تعمدوا تخريب وتدمير المدن والحواضر الأردنية المؤابية أيضا، كما قاموا بتخريب آبار المياه لضرب النشاط الزراعي في المملكة الأردنية المؤابية.

مع بدايات حكم الملك الأردني المؤابي ميشع، كان الاسرائيليون يخوضون حربا مع الممالك الآرامية شمالاً، في هذه الأثناء كان الحس الوطني لدى الأردنيين المؤابيين يشتعل، وكان الرفض لسيطرة الاسرائيليين على المنطقة يملأُ أفئدتهم، حيث شعر الأردنيون المؤابيون بأن كرامتهم تنتهك عبر هذا الخضوع، وعندما مات عمري ملك اسرائيل بدأت نار الثورة تسري في أرض مؤاب الأردنية، مستثمرين مرحلة انتقال الحكم بعد موت ملك اسرائيل عمري، والحروب التي تخوضها مملكة اسرائيل مع الممالك الآرامية.

“ وخلف عمري ابنه فقال هو الآخر: (سأضطهد مؤاب!) أجل، لقد قال شيئا كهذا الكلام. ولكن كموش جعلني أراه مهزوما من أمامي”، بعدما مات عمري وخلَفه ابنه، ظل يطالب الاسرائيليون بالجزية من مؤاب الأردنية، الا أن أجدادنا الأردنيين المؤابيين رفضوا دفع الجزية، وبادروا بشن الهجمات على المواقع الاسرائيلية، والجدير بالذكر هنا أن الملك ميشع قاد حربا على مملكتي اسرائيل ويهوذا معا.

قاد الملك الأردني المؤابي ميشع عمليات الثورة بنفسه، وتقدّم الصفوف، حيث زحف على المواقع الاسرائيلية من الجنوب باتجاه الشمال، فبدأ بتطهير (مهدبة) أحد أهم مراكز القيادة الاسرائيلية في أرض مؤاب، ثم تابع التقدم شمالا حتى وصل (نبه) أحد أهم المراكز الدينية المؤابية، والتي تحتوي على معبد للإله الأردني المؤابي كموش، واستقر ميشع في (نبه) مدة من الزمن حتى وصلته التعزيزات، وتابع الزحف حتى وصل إلى الحصن الاسرائيلي (ياهص) فاحتله بكل سهولة، وتوجه إلى جبل نيبو مرورا بذيبان ومادبا، حيث قاتَل الاسرائيليين في نيبو من الصباح حتى المساء، مقدماً أعداءه ضحايا للإلهة عشتر- كموش.

بعدما انتصر الأردنيون المؤابيون في معركة نيبو ، وهزموا جيوش مملكة اسرائيل، وتم لهم تحرير بلادهم من الاحتلال، شرع الملك ميشع بتحصين حدوده الشمالية، حتى لا تقع مرة أخرى بيد الأعداء، وحتى يستطيع التفرغ لمهاجمة مملكة يهوذا، ليضمن حماية حدود مملكته الجنوبية دون الخوف من خسارة أجزاء من القسم الشمالي من المملكة.